responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها المؤلف : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 424
بل إن النزعات الطهرية التي تنحو إلى الزهد والتقشف، وترى في حرمان النفس وإنكارها أسمى الفضائل، وتلتزم بالقيود والمحظورات هي نفسها وليدة للدوافع اللاشعورية، فقد أظهر فرويد أنها نوع من التبرير يتمسك به أولئك المحرومون من لذائذ الحياة أو الذين لا يسعهم الاستمتاع بها" [1].
وأثر الفرويدية في انهيار الفضيلة والدعوة إلى الإباحية أوضح من أن يذكر، ولنكتف بمثال على ذلك، وهو ما قاله أحد المؤلفين في كتاب اسمه توجيه المراهق: "ساعد التعليم المختلط بين البنين والبنات، ومعرفة الفتيات أن اشتراكهن في الألعاب الرياضية لا يعوق عملية الولادة فيما بعد، على انتشار العلاقات اليومية الطبيعية السوية بين الفتيان والفتيات، ذلك أنهم يشاهدون بعضهم بعضاً في حجر الدراسة، ويشتركون معاً في بعض الألعاب والتمثيليات، بل ويدرسون موضوعات واحدة، وهذا كله يتيح للفتيان والفتيات أن يفهم بعضهم بعضاً، وبدلاً من أن ينظر الفتيان إلى الفتيات نظرة سطحية تقوم على الإغراء الجسدي والتفاهة العقلية والجمود الروحي، فإنهم ينظرون إليهن على أنهن زميلات وصديقات، بينما تستجيب الفتيات اللاتي حسنت تربيتهن لهذا، ويستطعن أن يعرفن الفتيان معرفة تتسم بالأمانة".
وتجد أن كل شيء يؤيد هذا التعارف الوثيق بين الفتيان والفتيات، فعالم اليوم يعمل فيه الرجال والنساء، ويلعبون جنباً إلى جنب، فكيف يتسنى لهم أن يفعلوا ذلك إذا قضى كل جنس زهرة شبابه في عزلة تامة عن الجنس الآخر يجتر خيالاته وأوهامه عن فروق بين الجنسين لا أساس لها من الصحة؟!

[1] منازع الفكر الحديث: (283).
اسم الکتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها المؤلف : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست