الإدراك عن تصور فظائعه وأهواله، وأن ما تعانيه من أزمات وتتلوى فيه من جحيم قد أعيا الفلاسفة، وأقلق بال المصلحين وروّع قلوب المشفقين، وأثار تشاؤمية الشعراء والروائيين حتى أن كثير من الناس هناك نفض يده من كل أمل في الخلاص من دائرة مستحكمة الحلقات، واستسلم إلى حلم الموت اللذيذ يتعجله بيده أو يترقبه بفارغ الصبر!
وليس في استطاعتنا أن نلم أطراف الحديث عن هذا المجتمع الساقط الهابط من كل زواياه، ولكننا سنكتفي بعرض صور من مأساته من خلال مناقشة قضية واحدة من قضايا الدين والخلق، وهى في الواقع القضية الخلقية الكبرى في التاريخ.