اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 330
وروى محمد بن سليمان الكوفي في "مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) " عن أسماء أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا جاء ثنية الوداع وهو يريد تبوك وعلي يبكي ويقول: يا رسول الله، أتجعلني مع الخوالف؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي؟) [1].
وقد أشار لذلك الطبرسي في "إعلام الورى" فقال: (فلما انتهى إلى الجرف لحقه علي وأخذ بغرز رحله وقال: يا رسول الله، زعمت قريش أنك خلفتني استثقالاً مني، فقال طالما آذت الأمم أنبياءها، أما أن ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، فقال: قد رضيت فرجع إلى المدينة، وقدم رسول الله تبوك في شعبان يوم الثلاثاء) [2].
فكل هذه الروايات والمصادر الشيعية تؤكد وتقرر حقيقة أنّ قول النبي عليه الصلاة والسلام (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) إنما هو ترضية للإمام علي لما طعن واستخف به المنافقون.
ثالثاً: لقد استخلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المدينة غير الإمام علي بن أبي طالب [3] فليس مجرد الاستخلاف على المدينة يجعل المستخلف خليفة على المسلمين من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. [1] مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) 1/ 535 - 536 [2] إعلام الورى ص122 [3] لا بد من الإشارة إلى أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف علياً على المدينة يوم تبوك وإنما استخلف على المدينة محمد بن مسلمة الأنصارى واستخلف علياً على أمهات المؤمنين وأهل علي، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام له (فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك) انظر "السيرة" لابن هشام.
اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 330