اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 328
يقول المفيد: (أما الفطحية فالحجة عليها أوضح من أن تخفى لأنّ اسماعيل مات قبل أبي عبد الله عليه السلام، والميت لا يكون خليفة الحي وإنما يكون الحي خليفة الميت، ولكن القوم عملوا على تقليد الرؤساء وأعرضوا عن الحجة وما في بابها، وهذا أمر لا يحتاج فيه إكثار لأنه ظاهر الفساد، بيّن الانتقاد) [1].
أقول: والكلام ذاته يُقال للشيعة الإثني عشرية، فهارون عليه السلام قد مات قبل موسى عليه السلام، والميت لا يكون خليفة للحي وإنما يكون الحي خليفة الميت، فكيف جاز للشيعة أن يستدلوا بهذا الحديث على كون علي بن أبي طالب خليفة لرسول الله؟! لكن القوم عملوا على تقليد الرؤساء وأعرضوا عن الحجة وما في بابها.
ثانياً: الحديث المذكور له سبب هام لا ينبغي أن يُغفل وأن يُفهم الحديث دونه، وقد ورد السبب الذي من أجله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث النبوي الشريف عند الفريقين السنة والشيعة.
وحسبي هاهنا أن أكتفي بروايات شيعية ذكرت السبب لئلا يظن ظان أنّ روايات أهل السنة قد جاءت بما لم تأت به روايات الشيعة.
يقول المفيد في كتابه "الإرشاد": (فلما بلغ أمير المؤمنين (ع) إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وإظهار فضيحتهم فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إنّ المنافقين يزعمون أنك إنما خلفتني استثقالاً ومقتاً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: [1] كمال الدين وتمام النعمة ص105
اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 328