قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.
اعتبر اكتشاف حركة الأرض بدورانها حول نفسها وحول الشمس من أروع ما اكتشفه علم الفلك، وقد سبق القرآن هذا العلم بما يزيد على ألف عام ولم يصل العلم الحديث إلى ما قرره القرآن من حركة الشمس إلا أخيرا، واعتبر العلم اكتشاف هذه الحركة حدثا جديدا في كتاب الدنيا، لقد جمعت الآية الشريفة علما اعتبر اكتشافه في العصر الحديث نصرا للعلم والعلماء. إذ تقول الآية أن المجموعة الشمسية وما حولها تتحرك في الفلك وأن الشمس تجري إلى بعيد فيه وليس إلى قريب إذ لا ينبغي أن تلحق القمر بالنزول إلى فلكه وأنها تجري لمستقرها.
والجواب عن هذا من وجوه:
أحدها: أن يقال ليس للأرض حركة كما زعمه الصواف تقليدا لكوبرنيك وهرشل وأتباعهما من فلاسفة الافرنج ومن يقلدهم ويحذو حذوهم من العصريين.
والقول بحركة الأرض مخالف للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين. وقد ذكرت الأدلة على سكونها مستوفاة في أول الصواعق الشديدة فلتراجع هناك.
وكل قول خالف ما جاء عن الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وما أجمع عليه المسلمون فمضروب به عرض الحائط ومردود على قائله كائنا من كان.
الوجه الثاني: أن الله تعالى فرق بين الأرض والشمس فأثبت للشمس الجريان في عدة مواضع من كتابه، وأثبت لها السبح في الفلك، ونص على أنه يأتي بها من المشرق، ونص على طلوعها ودلوكها وغروبها وتزاورها، ونص