اسم الکتاب : مقالات الإسلاميين - ت زرزور المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج الجزء : 1 صفحة : 205
مسائل متفرقة
القول في الأرزاق
229 - الرزق، وهل الحرام رزق؟
قالت المعتزلة: إن الأجسام الله خالقها وكذلك الأرزاق وهي أرزاق الله - سبحانه! - فمن غصب إنساناً مالاً أو طعاماً فأكله أكل ما رزق الله غيره ولم يرزقه إياه.
وزعموا بأجمعهم أن الله - سبحانه! - لا يرزق الحرام كما لا يملك الله الحرام وأن الله - سبحانه! - إنما رزق الذي ملكه إياهم دون الذي غصبه.
وقال أهل الإثبات: الأرزاق على ضربين: منها ما ملكه الله الإنسان ومنها ما جعله غذاءً له وقواماً لجسمه وإن كان حراماً عليه فهو رزقه إذ جعله الله - سبحانه! - غذاءً له لأنه قوام لجسمه.
القول في الشهادة:
230 - المراد بالشهادة
اختلفت المعتزلة في ذلك على أربعة أقاويل:
1 - فقال قائلون: هو الصبر على ما ينال الإنسان من ألم الجراح المؤدي إلى القتل والعزم على ذلك وعلى التقدم إلى الحرب وعلى الصبر على ما يصيبه وكذلك.
قالوا: في المبطون[1] والغريق ومن مات تحت الهدم. قالوا: وإن غوفص[2] إنسان من المسلمين بشيء مما ذكرنا فكان عزمه على التسليم والصبر قد كان تقدم ودخل في جملة اعتقاده. [1] المبطون: العليل البطن الذي أصابه إسهال امتد أشهرا بسبب ضعف المعدة. [2] غومض: أخذ على حين غرة فركبه بمساءة وفي نوادر العرب: أخذته مغافصة ومغايصة ومرافصة: أي أخذته مغارة. والغوافص: من أوازم الدهر وأنشد:
"إذا نزلت إحدى الأمور الغوافص"
اسم الکتاب : مقالات الإسلاميين - ت زرزور المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج الجزء : 1 صفحة : 205