responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 32
المبحث التاسع: تبرئة الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من أهل الافتراق
تبرئة الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من أهل الافتراق ذماً للفرقة وتنفيرا منها ونهيا عنها
لما كان الأمر بلزوم الجماعة أمراً مؤكدا عليه في نصوص الكتاب والسنة جاء القرآن الكريم ليحث على الجماعة وينفر من الفرقة ويحذر من سلوك سبلها ببيان تبرؤ محمد صلى الله عليه وسلم من كل مفارق لجماعة المسلمين.
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [الأنعام: 159].
فهؤلاء الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا: هم كل من فارق دين الله وكان مخالفا له فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله, وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق فمن اختلف فيه وكانوا شيعا أي: فرقا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات فإن الله قد برأ رسوله صلى الله عليه وسلم مما هم فيه. فالصراط المستقيم هو ما جاءت به الرسل من عبادة الله وحده لا شريك له والتمسك بشريعة الرسول المتأخر وما خالف ذلك فضلالات وجهالات وآراء وأهواء والرسل برآء منها كما قال تعالى: لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ [الأنعام: 159] [1] ...
وكما أن الله برأ نبيه صلى الله عليه وسلم من أهل الفرقة كذلك أعاذه سبحانه من أن يرى عذاب الله وعقوبته بالفرقة تدب في أمته مع أنه سبحانه أخبره أن الفرقة ستقع.
كما قال الله تعالى: قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [المؤمنون: 93ـ 94].فيقول الله تعالى في هذه الآية آمراً نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يدعو بهذا الدعاء عند حلول النقم [2]: قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أي: قل يا محمد رب إن تريني في هؤلاء المشركين ما تعدهم من عذابك فلا تهلكني بما تهلكهم به ونجني من عذابك وسخطك فلا تجعلني في القوم المشركين ولكن اجعلني ممن رضيت عنه من أوليائك [3].ولقد أعاذ الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فلم ير من أمته إلا الجماعة والألفة والطاعة [4].وإن كانت الآية في الاستعاذة من العذاب الذي قد يحل بالمشركين لكن يلحق بهم من هذه الأمة من سلك مسلكهم وكان على نهجهم من أهل الخلاف على الله وعلى رسوله [5].
¤موقف الصحابة من الفرقة والفرق لأسماء السويلم - ص161 - 162

[1] انظر ((فتح القدير)) للشوكاني (4/ 53).
[2] انظر ((تفسير ابن كثير)) (3/ 246).
[3] انظر ((تفسير الطبري)) (18/ 39).
[4] انظر ((تفسير الطبري)) (7/ 145).
[5] انظر ((تفسير الطبري)) (7/ 146).
اسم الکتاب : موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست