اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 452
فقلبت ألفاً في الوقف. إلا أن إلحاقاً نون التوكيد في جواب الشرط ضعيف. ويجوز أن يكون منصوباً على أحد وجهين: أحدهما: مذهب الكوفيين، بالواو التي يسمونها واو الصرف [1]، مثلها عندهم في قوله تعالى: {ويعف عن كثير ويعلم} [2] في قراءة الأكثرين. والثاني: مذهب البصريين، وهو أن يكون معطوفاً على مقدر، مثلها عندهم في قوله: ويعلم، أي: لينتقم ويعلم. إلا أنه لا يمكن التقدير لفعل منصوب لأنه في المعنى سبب. ولو قدر فعل منصوب لكان مسبباً، فينبغي أن يكون التقدير لاسم منصوب مفعول من أجله، كأنه قيل: ترجف روانف أليتيك خوفاً واستطارة. فلما أتى بالفعل موضع "استطارة" عطفاً على "خوفاً" المقدر وجب أن يكون منصوباً، مثله في قولك: أريد إتيانك. وتحدثني. والروانف: أطراف الأليتين، واحداته: رانفة. وتستطارا، بمعنى: يطلب منك أن تطير خوفاً وجبناً. والعرب تقول لمن اشتد به الخوف: طارت نفسه خوفاً، ومنه قوله:
أقول لها وقد طارت شعاعاً (3)
وقال ههنا: وتستطارا، كأنه طلب منه أن يطير من الخوف. والضمير في "وتستطارا" للمخاطب لا للروانف، إذ لا يطلب من الروانف استطارة، وإنما المقصود طلبه من المخاطب. [1] وهي الواو الداخلة على المضارع المنصوب لعطفه على اسم مؤول: انظر مغنى اللبيب ص 412 (دمشق). [2] الشورى: 34، 35.
(3) هذا صدر بيت لقطري بن الفجاءة، وعجزه: من الأبطال ويحك لن تراعي. انظر ديوان الحماسة لأبي تمام 1/ 24.
اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 452