اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 282
معتقلا ثبوته، فعلى هذا يكون البشر الرسول متعقلا عندهم في الذهن، وإنما أنكروا وجوده.
والوجه الثاني [1]: أن نسلم أن ذلك جار في النفي والإثبات، ولا يلزم ما ذكروه ههنا، لأن حصول البعث مستلزم للرسالة، فعند بعثه يكون رسولا، فيصح وصفه، فلا يلزم توقف أحدهما على الآخر، فيندفع الإشكال. وحمله هؤلاء على الحال لما تخيلوه، وارتكبوا من أجل ذلك صحة الحال من النكرة.
ولا يستقيم أن يكون عطف بيان، لأن من شرطة أن يكون اسماً غير صفة في الأصل. ولا يستقيم أن يكون بدلاً لأنه لابد له من موصوف مقدر، فيكون التقدير: أبعث الله بشراً بشراً رسولاً؟ فيرجع الأمر إلى ما كان عليه. فإن قدر موصوف غير ذلك كان من بدل الغلط، ولا يستقيم في المعنى حمل القرآن عليه [2]. والله أعلم.
[إملاء 135]
[إعراب قوله تعالى: {وأسروه بضاعة}]
وقال مملياً على قوله تعالى: {وأسروه بضاعة} ([3]):
يجوز أن يكون حالاً على معنى: وأسروه متجوراً فيه أو تاجرين [4]، إما من [1] من الجواب على الجرجاني. [2] وذكر أبو حيان أنه يجوز أن يكون مفعولاً لبعث، (وبشرا) حال متقدمة عليه. البحر المحيط 6/ 81. [3] يوسف: 19. [4] أجازه النحاس في إعراب القرآن 2/ 130، والزمخشري في الكشاف 2/ 309، ومكي بن أبي طالب في مشكل إعراب القرآن ص 382، والعكبري في إملاء ما من به الرحمن 2/ 51.
اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 282