اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 151
[إملاء 27]
[إعراب قوله تعالى: {غافر الذنب وقابل التوب}]
وقال أيضاً مملياً بالقاهرة سنة ثلاث عشرة على قوله تعالى: {غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول} ([1]):
غافر الذنب: لا يستقيم أن يكون صفة لقوله: {من الله العزيز العليم} [2]، لأن غافر الذنب وقابل التوب معناه: أنه يغفر الذنب ويقبل التوب، قال الله تعالى: {إن الله يغفر الذنوب جميعاً} [3]. وقال: "وهو الذي يقبل التوبة عن عباده" [4]. فيكون في معنى الحال أو الاستقبال، فتكون إضافته غير محضة، فيكون نكرة.
وأجيب عن ذلك بأن غافر الذنب على معنى ثبوت ذلك له، وإذا كان على معنى ثبوت ذلك له فهو بمعنى المضي، فتكون إضافته محضة فيفيد التعريف فيصح وصف المعرفة به. وهذا الجواب وإن كان سديداً في (غافر الذنب)، و (قابل التوب) إلا أنه لا يمكن مثله في (شديد العقاب)، لأن (شديد العقاب) لا تكون إضافته إلا غير محضة على كل حال، لأنه صفة مشبهة، فلا يفرق بين ماضية وغيره بخلاف اسم الفاعل، فلا يكون إلا نكرة، فيبقى الاعتراض قائما.
فحكم بعض النحويين بأن (شديد العقاب) بدل [5] بعد أن حكم بأن (6) [1] غافر: 3. [2] غافر: 2. [3] الزمر: 53. [4] الشورى: 25. [5] وهذا مذهب النحاس. انظر إعراب القرآن 3/ 4.
(6) في ب: أن.
اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 151