اسم الکتاب : المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 264
"قُووِل" كما تقول إذا بنيت "قاول" للمفعول: "قُووِل"، ومن هنا قلت في "فُعِل" من "فَيْعَل" من "سرت: سُويِرَ" ولم تدغم الواو في الياء وإن كانت ساكنة قبلها.
كما أنك لو بنيت "فُعل" من "فاعَلَ" من "سرت" لقلت "سُوِيرَ". ألا ترى أنك تقول في "بيطر: بُوطِرَ" كما تقول في "قاتل: قُوتِل", فلا فصل إذًا بين "فيعل, وفاعل" إذا بنيتهما للمفعول؛ لأن الياء أشبهت الألف لانقلابهما جميعا إذا بنيت الفعل للمفعول، وسيأتيك هذا في موضعه إن شاء الله[1].
فمن هنا قلت: إنه كان يجب أن لو كان "تيه: فيعل" أن يقال فيه: "تووه", لو كانت عينه من الواو كما ذهب إليه الخصم.
ووجه رابع: وهو أنك إذا جعلت "تيه، وطيح" من الواو, وذهبت إلى أن أصلهما: "تَيْوَهَ وطيوح" لزمك أن تقول: إن2 "طاح يطيح، وتاه يتيه" على "فعِل يفعِل" من الواو, و"فعِل يفعِل" ليس مما ينبغي أن يقاس عليه ما وُجد مندوحة عنه.
وههنا وجه ظاهر غير هذا.
فلهذه الأدلة ذهب أبو عثمان إلى أن "تيه وطيح" من الياء، فالأظهر أن يكون "طاح يطيح، وتاه يتيه" من الياء، ويجوز أن يكون من الواو كما ذهب إليه الخليل. [1] إن شاء الله: زيادة من ظ، ش.
2 إن: زيادة من ظ، ش.
اسم الکتاب : المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 264