responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 99
وأطرقا في قول الهذلي [من المتقارب]:
45 - على أطْرِقا بالياتُ [1] الخيامِ ... إلا الثمام وإلا العصي
ومنقول عن صوت كـ "ببة"، وهو نبز "عبد الله بن الحارث بن نوفل"؛ ومنقول عن مركب وقد ذكرناه".
* * *
قال الشارح: اعلم أنّ الأعلام على ضربَيْن: منقولٌ ومرتجلٌ، والغالبُ عليها النقل. ومعنى النقل أن يكون الاسمُ بإزاء حقيقةٍ شاملةٍ، فتنقله إلى حقيقةٍ أخرى خاصّةٍ، وليس لها أن تُسَمَّى به [2] في الأصل. وهو على ثلاثة أضرب: منقولٌ عن اسم، ومنقولٌ عن فِعْل، ومنقولٌ عن صوت.
فامّا الأوّل: وهو النقل عن الأسماء، فضربان: عَينٌ ومعنى. فالعينُ يكون اسمًا وصفةً؛ فالمنقولُ عن الاسم غيرِ الصفة نحو رجل سُمّي بـ "أسدٍ" أو"ثَورٍ" أو"حَجَرٍ"، هي في الأصل أسماءُ الأجناس لأنّها بإزاء حقَيقهٍ شاملةٍ، وإنّما نقلتَها إلى العلميّة، فصارت لذلك تدلّ على مخصوصٍ بعد أن كانت تدلّ على شائعٍ.
والمنقول عن الصفة نحو"مالكٍ" و"فاطِمةَ"؛ فهذان الاسمان وَصْفان في الأصل لأنّهما اسما فاعلَين [3]، تقول: "هذا رجلٌ مالكٌ"، فهو "فاعلٌ" من المُلْكِ، قال الله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [4]، وقال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [5]. و"فاطمةُ": "فاعلَةُ" من: "فطمتِ الأُمُّ وَلَدَها، فهي فاطمةٌ". وكذلك "حاتِمٌ" و"نائِلَةُ": "حاتمٌ": "فاعلٌ" من: "حتمتُ الأمر إذا أحكمتَه"، أو من "الحَتْم"، وهو القضاء. و"نائلةُ": "فاعلةُ" من: "نُلْته نَوْلًا، ونَوَّلْتُه"، أي أَعْطَيْتُه، فهذه في الأصل

45 - التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب 2/ 317، 7/ 342؛ وشرح أضعار الهذليين 1/ 100؛ ولسان العرب 10/ 224 (طرق)؛ ومعجم ما استعجم 1/ 167؛ والمقاصد النحوية 1/ 397؛ وللهذلي في خزانة الأدب 7/ 326؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص 333.
الإعراب: "على أطرقا": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف حال من "الديار" في البيت السابق. "باليات": حال ثانية، وهي مضافة. "الخيام": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "إلّا": حرف استثناء. "الثمام": مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: "إلّا الثمام باقية"، "وإلا": الواو: حرف عطف، و"إلّا": زائدة. "العصي": معطوف على "الثمام".
والشاهد فيه قوله: "أطرقا"، فإن أصله فعل أمر، ثم أصبح اسم علم.
[1] في طبعة ليبزغ "بالياتُ" بالضمّ.
[2] في الطبعتين: "يتسمَّى بها"، والتصحيح من جدول التصويبات المُثبت في طبعة ليبزغ ص 903.
[3] في الطبعتين "أسماء فاعلين"، والتصحيح من جدول التصويبات المُثبت في طبعة ليبزغ ص 903.
[4] الفاتحة: 4.
[5] آل عمران: 26.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست