اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 422
المفعول فيه فصل
قال صاحب الكتاب: "هو ظرفا الزمان والمكان. وكلاهما منقسمٌ إلى مبهمٍ وموقت، ومستعمل إسمًا وظرفًا، ومستعمل ظرفًا لا غير. فالمبهم نحو: الحين والوقت والجهات الست. والموقت نحو اليوم والليلة والسوق والدار. والمستعمل إسمًا وظرفًا ما جاز ان تعتقب عليه العوامل. والمستعمل ظرفًا لا غير ما لزم النصب, نحو قولك: وسرنا ذات مرةٍ, وبكرة, وسحر, وسحيرًا, وضحى, وعشاء, وعشية, وعتمة, ومساء إذا أردت سحرًا بعينه, وضحى يومك, وعشيته, وعشاءه, وعتمة ليلتك, ومساءها, ومثله عند, وسوى, وسواء.
ومما يختار فيه أن يلزم الظرفية صفة الأحيان، تقول سير عليه طويلًا, وكثيرًا, وقليلًا, وقديمًا, وحديثًا".
* * *
قال الشارح: اعلم أنّ الظرف ما كان وِعاءً لشيء، وتُسمَّى الأواني ظروفًا، لأنّها أَوْعِيَةٌ لِما يُجعل فيها، وقيل للأزمِنة والأمكنةِ: ظروفٌ، لأن الأفعال توجَد فيها، فصارت كالأوعية لها، والظرف على ضربَيْن: زمان ومكان. فالزمانُ عبارةٌ عن الليالي والأيّام.
قال الشاعر [من الطويل]:
252 - هَلِ الدَهْرُ إلا ليلةٌ ونَهارُها ... وإلا طُلوعُ الشمْسِ ثُمَّ غِيارُها
252 - التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين 1/ 70؛ ولسان العرب 5/ 35 (غور)؛ والمقاصد النحوية 3/ 115؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني 1/ 231.
اللغة: غيار الشمس: مغيبها.
الإعراب: "هل": حرف استفهام. "الدهر": مبتدأ مرفوع. "إلّا": حرف حصر "ليلة": خبر المبتدأ. "ونهارها": الواو حرف عطف، نهارها: معطوف على "ليلة" مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير متصل في حلّ جرّ بالإضافة. "وإلا": الواو حرف عطف، إلّا: زائدة للتوكيد. "طلوع": معطوف على "ليلة" مرفوع، وهو مضاف. "الشمس": مضاف إليه. "ثمّ": حرف عطف. "غيارها": معطوف على "طلوع" مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، وها: ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: أن الزّمان ليس إلّا الليالي والأيام.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 422