responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 393
وهو مصدرٌ بمعنى "العُذْر" وقد ورد منصوبًا ومرفوعًا، فالنصبُ بفعل مقدّر، كأنه قال: "هاتِ عذيرَك، أو أَحْضِرْه" ونحوَ ذلك، وُوضع موضعَ الفعل، فصار كالعوض من اللفظ به، ولذلك قُبح إظهارُ الفعل، لأنّه أُقيم مُقامَ الفعل، ودخولُ فعل على فعل محالٌ. والرفع بالابتداء، والخبرُ ما في الجارّ والمجرور بعده، ومعناه مَن يعذرني في احتمالي إيّاه.
وقال بعضهم: ليس العذير مصدرًا، وإنّما هو بمعنَى عاذرٍ، يقال: عاذرٌ، وعذيرٌ كـ "شاهد"، و"شهيد"، و"قادر"، و"قدير". وضعُف أن يكون مصدرًا بمعنى العُذْر، قال: لأن "فَعِيلًا" لم يأت في المصادر إلّا في الأصوات، نحو: "الصهِيل"، و"الصرير". فإذا قال: "عذيرَك" على معنَى "عاذَرك"، فكأنّه قال: "هاتِ عاذرَك، أو أحضِرْ عاذَرك".
وهو مذهب سيبويه، وهو الصواب، لأنّه وُضع موضعَ الفعل، والمصدرُ يطّرِد وضعُه موضعَ الفعل، نحو: "رُوَيْدَكَ"، و"حَذَرَكَ"، ولا يطّرِد ذلك في اسم الفاعل، على أنّهم قد قالوا: "وَجَبَ القَلْبُ وَجِيبًا"، فجاء المصدرُ على "فَعِيلٍ" في غير الأصوات، فجاز أن يكون هذا منه.
وأمّا قولهم: "هذا ولا زَعَماتِك" قال ذو الرُّمَّة [من الطويل]:
241 - لَقَدْ خَط رُومِىٌّ ولا زَعَماتِه ... لعُتْبَةَ خَطَّا لم تُطَبُّقْ مَفاصِلُهْ

= الإعراب: "أريد": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. "حباءه ": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. "ويريد": الواو: حالية، ويريد: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل مستتر جوازًا تقديره "هو". "قتلي": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهومضاف، والياء: ضمير مضاف إليه محلها الجر. "عذيرك": مفعول مطلق لفعل محذوف، وقيل مفعول به، والتقدبر: هاتِ عذرك، والكاف: مضاف إليه محلها الجر. "من خليلك": جار ومجرور متعلقان بـ "عذيرك"، والكاف: مضاف إليه محله الجر. "من مُراد": شبه جملة بدل من "من خليلك".
وجملة "أريد": ابتدائية لا محل لها، وجملة "يريد": معطوفة على "أريد". والراجح دلاليًا أن تكون حالية، ويضعف ذلك صناعيًا بسبب اقتران الجملة بالواو, لأنها مضارعية مثبة.
والشاهد فيه قوله: سيوضحه الشارح.
241 - التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص 1269؛ وأساس البلاغة (زعم)؛ ولسان العرب 10/ 213 (طبق)؛ وبلا نسبة في لسان العرب 12/ 264 (زعم).
الإعراب: "لقد": اللام: حرف ابتداء، قد: حرف تقريب وتحقيق. "خطّ": فعل ماضٍ مبني على الفتح. "رومي": فاعل مرفوع بالضمّة. "ولا": الواو: للاستئناف، لا: حرف نفي. "زعماته": مفعول به منصوب بالكسرة عوضًا عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، لفعل محذوف وجوبًا تقديره: =
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست