اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 350
[210] - وكنتَ إذ كنتَ إلهِي وَحْدَكَا ... لم يَكُ شىءٌ يا إلهِي قَبْلَكَا
فأثبت الياءَ لأنها اسمٌ بمنزلةِ "زيد" إذا أضفتَ إليه، فكما لا تحذف "زيدًا" في النداء، كذلك لا تحذف الياءَ، وليس إثباتُها بالمختار.
اللغة الثالثة أن تقول: "يا غلامِيَ" بفتح الياء، وهو الأصل فيها من حيث كانت نظيرةَ الكاف في "أخوكَ"، و"أبوكَ"، والإسكانُ فيها ضربٌ من التخفيف.
اللغة الرابعة أن تبْدِل من الياء ألفًا، لأنها أخفُّ، وذلك أنهم استثقلوا الياءَ وقبلها كسرةٌ فيما كثُر استعمالُه، وهو النداءُ، فأبدلوا من الكسرة فتحةً، وكانت الياء متحرِّكةً، فانقلبت الياءُ ألفًا لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها، فقالوا: "يا غلامًا"، و"يا زيدًا" في "يا غلامِي"، و"يا زيدِي". وإذا وقفوا ألحقوه الهاءَ للسَّكْت، فقالوا: "يا غلاماه" و"يا زيداهْ" لخَفاء الألف. ومن يقول: "يا غلاماهُ" و"يا زيداهُ" قليل لأن الألف بدلٌ من الياء، وليس الاختيار "يا غلامِيَ" حتى تُبْدَل منها الألفُ، على أن في لغةِ طَيّىءٍ يُبْدِلون من الياء الواقعةِ بعد الكسرة ألفًا فيقولون في "فَنِيَ": فَنَا، وفي "بَقِىَ": بَقَا، قال الشاعر [من الوافر]:
211 - وما الدُّنْيَا بباقاةٍ علينا ... [ولاحَى على الدنيا بباقِ] [210] - التخريج: الرجز لعبد الله بن عبد الأعلى القرشيّ في الدرر 5/ 23؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 29؛ وشرح شواهد المغني 2/ 681؛ والكتاب 2/ 210؛ والمقاصد النحوية 3/ 397؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب 2/ 541؛ ومغني اللبيب 1/ 179؛ والمقتضب 4/ 247؛ والمنصف 2/ 232؛ وهمع الهوامع 2/ 50.
الإعراب: "وكنتَ": الواو بحسب ما قبلها، "كنت": فعل ماضٍ ناقص، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل "كان". "إذ": ظرف زمان مبنيّ في محل نصب مفعول فيه، متعلّق بـ "كان" التامّة. "كنت": فعل ماضٍ تام، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "إلهي": منادى منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبنىّ في مْحلِّ جرّ بالإضافة. "وحدكا": حال منصوب، وهو مضاف، والكاف في محلّ جرّ بالإضافة، والألف للإطلاق. "لم": حرف جزم. "يك": فعل مضارع تاتم مجزوم بالسكون على آخره المحذوف تقديره: "يكن". "شيء": فاعل "يك" مرفوع. "يا": حرف نداء. "إلهى": منادى منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. "قبلكا": ظرف زمان منصوب، معلّق بمحذوف خبر "يك"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محلّ جر بالإضافة، والألف للإطلاق. وقيل: "يك" فعل مضارع تام، و"شيء" فاعله، والظرف متعلّق بـ "يك".
وجملة "كنت إذ كنت": بحسب ما قبلها. وجملة "كنت وحدكا": في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة النداء "إلهي": اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يك شيء" استئنافية لا محلّ ها من الإعراب. وجملة "يا إلهي": اعتراضية.
والشاهد فيه قوله: "يا إلهي" حيث أثبت الياء على الأصل، وحذفها أكثر في كلام العرب.
211 - التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 1/ 75.
المعنى: كلُّ حيّ صائر إلى الموت.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 350