responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 294
فـ "دواليك" في البيت في موضع الحال، ومعناه: إذا شُقّ بردٌ شُقَّ بالبُرد مثلُه دواليك، أي: متداوِلَيْن. وذلك أنّ من عادةِ العرب كانت إذا أرادت عقدَ تأكيدِ المَوَدَّة بين الرجل والمرأة لبِس كلُّ واحد منهما بُرْدَ الآخَر، ثمّ تَدَاوَلَا على تخريقه هذا مرّة، وهذه مرة، فهو يصف تداوُلَهما على شَقِّ البرد حتّى لا يبقى فيه مَلْبَسٌ.
وقالوا: "هَذاذَيْكَ"، والكلام عليه على ما تقدّم، وهو مأخوذ من "هَذَّ يَهُذُّ" إذا أسرع في القِراءة والضَّرْبِ. قال العَجّاج [من الرجز]:
168 - ضَرْبًا هذاذَيْك وطَعْنًا وَخْضَا
كأنّه يقول: هذًّا بعد هَذٍّ من كلِّ جهة، فـ"ضَرْبًا" منصوبٌ على المصدر، أي: يضرب ضربًا، و"هذاذَيْك" نصبٌ على المصدر، وهو بدلٌ من الأوّل، وثُنّي للتكثير، كأنّه يقطع الأعناقَ بضَرْبه، ويبلُغ الأجوافَ بطَعْنه. والوَخْض: الطَّعْنُ الجائف.
وأمّا قولهم: "سُبْحانَ اللهِ"، فهو مصدرٌ منصوبٌ غيرُ متصرِّفٍ، ولا منصرِفٍ؛ وأمّا كونُه غيرَ متصرّف فإنّه لم يُستعمل إلَّا منصوبًا، ولا يدخله رفعٌ ولا جَرٌّ ولا ألفٌ ولامٌ، كما تدخل على غيره من المصادر، نحوِ "السَّقْي" و"الرعْي". وهو من المصادر، التي لا تُستعمل أفعالُها، كأنّه قال: "سَبَحَ سُبْحانًا" بتخفيف الباء، كقولك: "كَفَرَ كُفْرانًا"، و"شَكَرَ

= والشاهد فيه قوله: "دواليك" حيث جاء في موضع الحال ..
ملاحظة: رُوي عجز البيت:
دوالَيْكَ حتْى كلُّنا غيرُ لابس
168 - التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 140؛ وجمهرة اللغة ص 615؛ وخزانة الأدب 2/ 106؛ والدرر 3/ 66؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 315؛ وشرح التصريح 2/ 37؛ والمحتسب 2/ 379؛ والمقاصد النحوية 3/ 399؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص 158؛ وشرح الأشموني 2/ 313؛ والكتاب 1/ 350؛ ولسان العرب 3/ 517 (هذذ)؛ ومجالس ثعلب 1/ 157؛ وهمع الهوامع 1/ 189.
اللغة: هذاذيك: إسراعًا بعد إسراع. طعنًا وخضًا: أي طعنًا يصل إلى الجوف. يمضي: يوصل. المعنى: يقول: اضرب ضربًا بعد ضرب بلا هوادة، واطعن طعنًا يصل إلى الجوف.
الإعراب: "ضربًا": مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره: "اضرب ضربًا"."هذاذيك": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: أسرعْ مضوب بالياء لأنّه مثنّى، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "وطعنًا": الواو: حرف عطف، "طعنًا": مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره: اطعنْ. "وخضا": نعت "طعنًا" منصوب.
وجملة "اضرب" المحذوفة: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أسرع" المحذوفة: استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اطعن" لا المحذوفة: استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "هذاذيك" أي: ضربًا يقال فيه: هذاذيك، أي: إسراعًا بعد إسراع.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست