responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 286
كذِبًا"، أو "غيرَ قِيلٍ ضعيفٍ"، ونحوِ ذلك، ممّا يدلّ على ضِدّه أو صحّتِهِ. لَجاز لحُصولِ الفائدة والتوكيدِ، وهذا هو المطلوبُ من هذا الفصل. وقال الزَّجّاج إذا قلت: "هذا زيدٌ حقًّا"، و"هذا زيدٌ غيرَ قِيل باطل"، لم يجز تقديمُ "حقًّا". لا تقول: "حقًّا هذا زيدٌ" فإن ذكرتَ بعضَ هذا الكلامِ، فوسّطتَه، وقلت: "زيدٌ حقًّا أخوك"، جاز.
وأمَّا سيبويه فلم يمنع من جَوازِ تقديمِ "حقًّا"، بل قال في الاستفهام: "أجِدَّكَ لا تفعلُ كذا وكذا"، كأنّه قال: "أحَقًّا لا تفعل كذا وكذا". ففي ذلك إشارةٌ إلى جَوازه. واعلم أنّ قولهم في الاستفهام: "أجدّك لا تفعل كذا" أصلُه من الجِدَّ الذي هو نقيضُ الهَزْل، كأنه قال: أنُجِدُّ ذلك جِدًّا" غيرَ أنّه لا يُستعمل إلَّا مضافًا حتى يُعْلَم مَن صاحبُ الجِدّ، ولا يجوز تركُ الإضافة، نحوَ: "لَبَّيْكَ"، و"مَعاذَ الله" على ما سيأتي. قال الشاعر [من الطويل]:
161 - [خليلىَّ هُبّا طالما قَدْ رَقدْتُما] ... أجِدَّكما لا تَقْضِيانِ كَراكُمَا
وأمّا ما يكون تأكيدًا لنفسه، فنحوُ قولهم: "له عليّ ألفُ درهم عُرْفًا"، ومثلُه قوله:
إني لأمنحُك الصدودَ ..........

161 - التخريج: البيت لقسّ بن ساعدة في خزانة الأدب 2/ 77، 80؛ ولعيسى بن قدامة الأسدي في الأغاني 15/ 194؛ ولقسّ بن ساعدة أو لعيسى بن قدامة أو للحسن بن الحارث في الأغاني 15/ 190؛ وللأسدي في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 875؛ وبلا نسبة في لسان العرب 3/ 113 (جدد).
اللغة: هُبَّا: استيقظا. رقدتما: من الرقود، وهو النوم في الليل أو النهار. تقضيان: من قضيت وَطَري إِذا نلته وبلغته. الكرى: النوم.
المعنى: يا خليلي استيقظا فقد طال نومكما ألم تقضيا وطرًا من هذا النوم الطويل.
الإعراب: "خليلي": منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم لاشتغال المحل بالكسرة المناسبة لياء المتكلم، والياء: مضاف إليه محله الجر. "هُبَّا": فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، والألف: فاعل محله الرفع. "طال": فعل ماضٍ مبني على الفتح. "ما": مصدرية. "قد": حرف تحقيق. "رَقَدْتُما": فعل ماضٍ مبني على السكون و"تما": فاعل محله الرفع. والمصدر المؤول من "ما" والفعل "رقد" فاعل للفعل "طال". "أجدَّكما": الهمزة حرف استفهام لا محل له من الإعراب، "جدَّ": منصوب بنزع الخافض عند بعضهم، وحال منصوب عند آخرين، والتقدير: لا تقضيان كراكما جادين. وقيل: جَدَّكما مفعول مطلق لفعل محذوف، والكاف: مضاف إليه محله الجر، والميم للعماد والألف علامة تثنية. "لا": نافية مهملة. "تقضيان": فعل مضارع موفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف: فاعل محله الرفع، "كراكما": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، و"كما": مضاف إليه محله الجر.
وجملة "خليلي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هبَّا": استئنافية لا محل لها، وجملة "طال رقودكما": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "رقدتما": صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "تقضيان": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه: أن "جَدَّكما" ليس مصدرًا مؤكدًا لقوله: "تقضيان"، بل يوجه التوجيهات التي ذكرناها في إعرابه.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست