اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 176
ـ يرى أبوالعلاء إمكانية مد المقصور، موافقًا في ذلك الكوفيين ومخالفا
البصريين، إذ ((ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز مدُّ المقصور في ضرورة الشعر، وإليه ذهب أبوالحسن الأخفش من البصريين، وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز)) [1].
والكوفيون إذ يبيحون مد المقصور يقيدون ذلك بضرورة الشعر كما يفهم من كلام أبي بركات الأنباري في النص السابق. ونفهم من كلام أبي العلاء أنه لا يُقصِر مد المقصور على ضرورة الشعر فقط بل يجوز أن يقع في النثر أيضا، إلا أن ترك المد ((أحسن)) في كليهما، ومد المقصور في الشعر أسوغ منه في الكلام المنثور.
قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:
هَذا أَمينَ اللهِ آخِرُ مَصدَرٍ ... شَجِيَ الظَّماءُ بِهِ وَأَوَّلُ مَورِدِ [بحر الكامل]
((... مد الظماء، وهو مهموز مقصور، وذلك جائز، إلا أن ترك المد أحسن، وهوفي الشعر أسوغ منه في الكلام المنثور)) [2].
بل إن أبا العلاء يشير إلى أن القياس يسمح بذلك. قال عند قول أبي تمام:
أَمُحَمَّدُ بن سَعيدٍ ادَّخِرِ الأُسى ... فيها رُواءُ الحُرِّ يَومَ ظِمائِهِ [بحر الكامل]
((ومد الظماء وهومهموز مقصور (...) وقد فعل ذلك في غير هذا الموضع، والقياس يطلق ذلك، وما هوأشد منه)) [3].
ودعما لأبي العلاء يقول أ/ عباس حسن: ((والأحسن الأخذ بالرأي الذي يبيحه في الضرورة الشعرية ونحوها؛ لأن الشعر وملحقاته محل التيسير. بشرط ألا يؤدي المد إلى خفاء المعنى أولبسه؛ فيصح: غناء في غنى ـ نهاء في نهى ـ بلاء في [1] الإنصاف في مسائل الخلاف: لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري، 2/ 259، مسألة 109، [دار الطلائع، 2009]. [2] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 54 ـ 55 ب41]. [3] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 37].
اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 176