اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 152
ومن المنطقي ألا يكون هذا الإحلال مقبولا أو منطقيا إلا إذا كان الاسم دالاـ في هذه المواضع التي يقع فيها الإحلال ـ على شيء محسوس، أومعنى غير مصدري.
ولكن لماذا يلجأ الأديب أو الشاعر لإقامة المصدر مقام الاسم؟
يمكن أن نفسر ذلك بأن هذا التبادل فيه كسر لرتابة اللغة وخروج عن الأنماط اللغوية المألوفة، وهذا فيه لفت للانتباه وإثارة الذهن ودفعه لإعمال العقل للوصول إلى المعنى.
كما أن التعبير بـ ((المصدر)) فيه خروج بالتعبير من الخصوصية المقيدة بالمكان أو الزمان إلى العمومية المطلقة، ولا شك في أنه بهذه العمومية تخلد الفكرة المعبر عنها للسماح لها بالانتقال عبر الزمان والمكان؛ لكون المصدر غير مرتبط بزمان أو مكان. أو على حد تعبير ابن جني ((المصدر كل اسم دل على حدث وزمان مجهول)) [1].
- تثنية المصدر:
سبق أن أوضحنا أن المصدر بدلالته على المعنى المجرد لا صلة له بتثنية أوغيرها، إلا أن أبا العلاء يُقر إمكانية تثنيته، ويقر أيضا في نفس المقام أن ذلك قليل، قال عند قول أبي تمام:
يُجاهِدُ الشَّوقَ طَورًا ثُمَّ يَجذِبُهُ ... جِهادُهُ لِلقَوافي في أَبي دُلَفا [بحر البسيط]
((... هذا البيت مختلف في روايته، فأكثر النسخ يوجد فيها: ((مُجاهَديه القوافي))؛ فكأنه ثَنَّى المصدر على هذه الرواية. وتثنيته قليلة، فكأنه جَاهَد مُجاهدًا؛ ثم جعل النوع مختلفا باختلاف السر والجهر؛ فثنى لذلك)) [2]. [1] اللمع في العربية: ص 44، ت: سميح أبو مغلي، دار مجدلاوي للنشر، عمان 1988م [2] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 362ب10].
اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 152