اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 132
ففؤاد من لفظ ((ف أد))، وفادٍ من تركيب ((ف د ى)) , لكنهما لما تقاربا هذا التقارب دَنَوَا من التجنيس. وعليه قول الحِمْصِيّ [عبد السلام بن رغبان المعروف بديك الجن]:
وتسويف العِدات من السوافي [بحر الوافر]
فظاهر هذا يكاد لا يشك أكثر الناس أنه مجنس, وليس هو كذلك، وذلك أن تركيب تسويف من: س وف، وتركيب السوافي من س ف ي، لكن لما وجد في كل واحد من الكلمتين سين وفاء وواو, جرى في بادي السمع مجرى الجنس الواحد)) [1].
ومن الباحثين المعاصرين من أشار إلى نفس هذه الفكرة فقال: ((إن العودة إلى الجذر الأصلي root للكلمة قد يساعد إلى حد كبير في الكشف عن معالمها ومعرفة الجذر تتصل اتصالا وثيقا بالاشتقاق وطرقه في اللغة)) [2]. والمعجميون
((يجعلون حروف هذا الجذر مدخلا Entry form إلى شرح معاني ودلالات الكلمات التي ترجع إلى جذر أو أصل واحد ثابت، هو في الحقيقة يشكل البنية الأساسية)) [3].
إذن كان البحث عن اشتقاق الكلمة وسيلة للوقوف على معناها [4][5]. [1] الخصائص 2/ 46 ـ 47 [2] د. حلمي خليل: الكلمة دراسة لغوية معجمية، ص 67 [3] السابق 67 [4] اختط هذا الأسلوب ـ أي أسلوب البحث عن اشتقاق الكلمة كوسيلة لفهم دلالتها ـ د. أحمد مختار عمر في كتابه ((أسماء الله الحسنى: دراسة في البنية والدلالة)).ينظر: أسماء الله الحسنى، دراسة في البنية والدلالة، د. أحمد مختار عمر، ص 83 ـ85، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة2000 [5] ونلمح نفس هذه الفكرة عند التبريزي، إذ نجده ـ من خلال الوقوف على اشتقاق الكلمة ـ يحدد المعنى الدقيق لها. قال التبريزي عند قول أبي تمام:
في لَيالٍ تَكادُ تُبقي بِخَدِّ الشَّمسِ مِن ريحِها البَليلِ شُحوبا [بحر الخفيف].
((أكثر ما يفسرون ((البليل)) إذا كان من صفة الريح بالباردة. والاشتقاق يدل على أن البليل التي فيها شيء من المطر)). [1/ 165ب31]. ومن المواضع المماثلة عند التبريزي: [3/ 304ب27]، [4/ 554ب7]، [4/ 569ب9]، [1/ 158 ـ 159ب7].
اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 132