المقصود هذا قد شُرح عدة شروح الذي هو الأصل -النثر- ولذلك هو في ورقات تُعد هذه الورقات، شُرح ولم يُطبع على جهة التحقيق إلا ما كان من قديم الزمن مما طبع في "مصطفى الحلبي" (المطلوب شرح المقصود)، وهذا أنفس شرح فيما رأيت ووقفت عليه، وأيضاً مؤلفه مجهول، الأصل المقصود مؤلفه مجهول وإن نُسب لأبي حنيفة، والشرح (المطلوب شرح المقصود) هذا أيضاً مجهول صاحبه مجهول، ولا يطعن في كتاب كون صاحبِه مجهولاً، يعني لا يقلل من شأن الكتاب، نعم إذا عُرف لأن جلالة العالم وجلالة الناظم تدل على ترجيحاته وأنها أمكن في الفن ونحو ذلك، لكن إذا لم يُعلم هذا لا ينقص من قدر الكتاب بل يُدرس الكتاب نفسه ويُنظر فيه وما وافق الحق قُبل وما لم يوافق فهو موقوف أو مناقشٌ فيه، والذي قد يضُر في باب العقائد ونحوها، أما في علوم الآلة فلا، طُبع مع المطلوب شرحان "شرح الشروح" "وإمعان الأنظار" وكلاهما فيهما من الخروج عن المقصود في فن الصرف، وإدماج كثير من مسائل المنطق ونحوها في فن الصرف، لذلك من أراد أن يقف على أبواب الصرف منثورة على قواعد المناطقة فلينظر "شرح الشروح" أو "إمعان الأنظار"، أما خلاصة الصرف على كتاب المقصود فالمطلوب قد كفانا ذلك، نَظَمَ هذا المقصود أحمد بن عبد الرحيم الطهطاوي هذا توفي سنة 1038هـ نظمه في النظم الذي بين أيديكم، شرحه قرينه وصاحبه وجليسه " محمد بن أحمد بن عليّش" في كتابه (حل المعقود من نظم المقصود) وهذا موجود مطبوع طبعة قديمة أيضاً طبعة "مصطفى الحلبي"، والكتاب من جهة الشرح موسع جداً يكاد أن يكون استوفى فن الصرف فيما ذكر من المسائل في هذا الشرح، وكأنه قد وضع "شرح المقصود, وشرح الشروح, وإمعان الأنظار" في ذلك الشرح، مع ما ذُكر أو حقق على كلام ابن الحاجب في الشافية من تعليقات الجاربردي والرضي وغيرهما مما ذكرمن التعليقات على هذا الكتاب، فقد ضمن هذا الكتاب خُلاصة شرح الشروح وإمعان الأنظار والمطلوب وزاد عليها مما عُلق على الشافية من كلام الجاربردي والرضي رحمة الله على الجميع, إذاً اخترنا هذا الكتاب لأنه نظمٌ أولاًً؛ والنظم أسهل للحفظ, ثانياً/ لأن المشهور أن يُبدأ بالبناء هذا الذي يعرف عند طلاب العلم، متن البناء متن صغير وهو نثر، وخلاصته منظومة في المقصود، خلاصة متن البناء منظومة في متن المقصود، وكذلك خلاصة تصريف عزي منظومة في المقصود، إذاً قد يجمع الطالب كتاباً واحداً أو عدة كتب في نظم، وهذا يعتني به أو ينبغي أن يعتني به طالب العلم ليس كل كتاب يُختار للحفظ أو للتدريس، وإنما يُنظر في شمول هذا الكتاب لأصول مسائل الفن، وخاصة في الكتب التي تعتبر للمبتدئين، ينظر الطالب في هذا الفن وليس نظراً من عنده وإنما يرجع إلى المتخصصين، ينظر في هذا الكتاب هل جمع ما جمعه غيره؟ أو إن صح التعبير أنه يُغني عن غيره وغيره لا يغني عنه، نقول: هذا المقدم من جهة الحفظ ومن جهة التدريس.