حكمه: فرض كفاية؛ لأنه من العلوم العربية، وتعلم العلوم العربية نحواً وصرفاً وبياناً مما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، كما قرره الأصوليين؛ لأن فهم الكتاب والسنة لا يتم إلا بفهم لغة العرب، وفهم الكتاب والسُنة واجبٌ, وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب, وهذا يُقرر في مباحث شروط المُجتهد، يعني إذا أردت الحكم على اللغة العربية وكلام العلماء فيه تبحثه في كتاب الأصول في كتاب الاجتهاد في البحث عن شروط المجتهد، لا بد أن يكون ذا درجة وسطى لغةً ونحواً وصرفاً.
واضعه: المشهور عند المُتأخرين أنه "أبو مُسلم"، وقيل "أبو علي مُعاذ بن مُسلم الهرّار"، هذا عن المُتأخرين يكاد يكون إطباق أنه واضع فن الصرف، ولكن الصحيح أنه "أبو الأسود الدؤولي"، واضع فن النحو هو واضع فن الصرف؛ لأن أبا معاذ هو أول من أفرد فن الصرف بكتاب أو بمباحث خاصة، وإلا كان موجوداً، لذلك كتاب سيبويه اشتمل على النحو وعلى أبواب كثيرة في فن الصر، لذلك فهو سابقٌ على أبي مُعاذ، فدل على أن واضع فن النحو هو عينه واضع فن الصرف، وقد كان علمُ الصرف يبحث في مباحث اللغة عامة نحواً وصرفاً وبياناً وإخبارياً وتاريخ، وكلها تبحث في موضوع واحد يؤتى بهذا وذاك، ثم بعد ذلك انفرد علم النحو والصرف، ثم بعد ذلك انفرد فن الصرف، هذا أهم ما يُذكر في مبادئ هذا الفن، وسنأتي الشروع في المتن. نقف على هذا.
وصلى الله على وسلم نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.