وانتزاع العضو منه مخالف لذلك التكريم سواء في حال الحياة أو بعد الموت [1].
ب- دليلهم من السنة:
استدلوا بالأحاديث التالية:
1 - حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: "لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص فقطع بها براجمه فشخبت [2] يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، وهيئته حسنة، ورآه مغطيًا يديه، فقال له: ما صنع بك؟ قال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مالي أراك مغطيًا يديك؟ قال لي: لن نصلح منك ما أفسدت، فقصها الطفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم وليديه فاغفر" [3].
وجه الدلالة:
أفاد الحديث أن من تصرف في عضو منه بتبرع أو غيره فإنه يبعث يوم القيامة ناقصًا منه ذلك العضو عقوبة له، لأن قوله: "لن نصلح منك ما أفسدت" لا يتعلق بقتل النفس وإنما يتعلق بجرح براجمه [1] الامتناع والاستقصاء للسقاف ص 28، 29، ونقل وزراعة الأعضاء الآدمية، د. السكري ص 115. [2] المشاقص جمع مشقص وهو السهم الذي فيه نصل عريض، والبراجم رءوس السلاميات من ظهر الكف إذا قبض الشخص كفه نشزت وارتفعت، معنى تشخبت يداه أي جرى دمها انظر المصباح المنير للفيومي 1/ 42، 306، 319. [3] رواه مسلم في صحيحه 1/ 49، 50.