والقدر في اللغة: بمعنى التقدير، وهو مصدر: قَدَر يَقْدُرُ قَدَراً، وقد تسكّن دالُه، وهو عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور، ومنه ((ليلة القدر)) وهي الليلة التي تُقدَّرُ فيها الأرزاق وتُقضى، ومنه حديث الاستخارة: ((فاقدُرْه لي ويسِّره)) أي اقضِ لي به وهيِّئه [1]. والقدر في الشرع: هو تقدير الله تعالى لكل شيء، بعلمه الأزلي الأبدي، الذي لا أول لابتدائه، ولا نهاية لانتهائه، وعلمه - عز وجل - أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة، وكتابته سبحانه لذلك، ومشيئته النافذة له، ووقعها على حسب ما قدرها، وأنه - عز وجل - الخالق لكل شيء القادر عليه [2].
وأما معنى القضاء: فهو في اللغة: إحكام الأمر وإتقانه، وإنفاذه لجهته [3]، وأصل القضاء القطع والفصل، يقال: قضى يقضي فهو قاضٍ إذا حكم وفصل، وقضاء الشيء: إحكامه، وإمضاؤه، والفراغ منه، فيكون بمعنى الخلق.
والقضاء في اللغة جاء على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه، وكل ما أُحكم عمله، أو أُتمّ، أو خُتم، أو أدِّيَ، أو أُوجب، أو أُعلم، أو [1] النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب القاف مع الدال، مادة: ((قدر))، 4/ 22. [2] انظر: شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، للإمام ابن القيم، تحقيق عمر بن سليمان الحفيان، 1/ 41 - 228، والعقيدة الواسطية مع شرحها للهراس، ص220 - 230، ولوامع الأنوار البهية للسفاريني، 1/ 37، ورسائل في العقيدة للشيخ ابن عثيمين، ص27، والقضاء والقدر، للدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود، ص39، والإيمان والقضاء والقدر، للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد، بتقديم وتعليق الإمام ابن باز، ص28. [3] معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، ص893.