اسم الکتاب : أخذ المال على أعمال القرب المؤلف : شاهين، عادل الجزء : 1 صفحة : 293
مناقشة الاستدلال بهذه الآثار:
أوَّلًا: أن هذه الآثار فيها مقال، ولا تسلم من الضعف؛ قال ابن حجر: " ... الآثار المذكورة عن عائشة، وعن ابن عبّاس فيها مقال" [1].
ثانيًا: لو سلَّمنا بصحة هذه الآثار فإنها لا تمنع الصِّيام عن الميِّت، إِلَّا أثر عائشة "لا تصوموا عن موتاكم"، وهو ضعيف جدًا [2].
ثالثًا: أن العبرة بما روى الراوي لا بما رآه، وقد روي عن عائشة، وابن عبّاس صحة الصوم عن الميِّت - كما سيأتي مفصلًا - [3].
د- الأدلة من المعقول:
الدّليل الأوّل: قالوا: إنَّ الصوم عبادة لا تجرى النيابة في أدائها في حالة الحياة، فكذلك بعد الموت كالصلاة [4]. مناقشة الاستدلال:
أوَّلًا: أن هذا القياس في مقابلة النص، والقياس في مقابلة النص فاسد الاعتبار؛ فقد وردت نصوص كثيرة في جواز الصِّيام عن الميِّت، وستأتي قريبًا [5].
ثانيًا: لو سلمنا بعدم المعارض للقياس فإنّه فاسد كذلك، لأنّه قياس في العبادات، والقياس في العبادات لا يصح [6]. [1] فتح الباري لابن حجر: 4/ 228. [2] فتح الباري لابن حجر: 4/ 228. [3] المرجع السابق. تنبيه: سيأتي الكلام عن هذا الضابط. [4] المبسوط للسرخسي: 3/ 89 - 90، المهذب للشيرازي: 1/ 187. [5] البحر المحيط للزركشي: 5/ 51، مختصر الروضة للطوفي: 3/ 467 تحقيق التركي. [6] المحصول في علم الأصول للرازي: 5/ 348، شرح الكوكب المنير لابن النجار: 4/ 220.
اسم الکتاب : أخذ المال على أعمال القرب المؤلف : شاهين، عادل الجزء : 1 صفحة : 293