responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 73
وقد قال السفاريني - رحمه الله -: (وقد هجَرَ الإمامُ أحمد - رحمه الله - جَمَاعة مِمَّن أجابوا في الْمِحْنَةِ مثل يَحْيَى بن معين وعلي بن المديني وغيرهما مع فخامة شأنِهم؛ وكم إمام هَجَرَ خِدْناً كان أعَزَّ عليه - لولا انتهاكه لِمَحَارِمِ مَولاه - مِنْ رُوحِهِ فَصَار بذلك كالْجماد، بل أدنَى.
قال القاضي أبو حسين فِي «التمَام»: " لا تختلف الرواية في وجوب هجر أهل البِدَع وفسَّاق الْمِلَّة ").
ثم قال: (فينبغي لك إنْ كنتَ مُتَّبِعاً سُنَنَ مَن سَلَف أنَّ كُلَّ مَن جاهرَ بِمَعاصي الله لا تعاضده ولاَ تساعده ولا تقاعده ولا تُسَلِّم عليه، بل اهجره) انتهى [1].
ولكن مَن لَمْ يُسلِّم على العصاة اليوم بل حتى الكفرة فأقل ما يقال فيه أنه مستكبر، وهذا الصِّنف لا يعرفون ما أعَزَّ الله به المؤمن من الأنَفَةِ والاشمئزاز مِمَّن عصى معبوده، وقَد قال رجل للحَسَن البصري - رحمه الله -: إنك مُتكَبِّر!، فقال: (لستُ بِمُتكَبِّرٍ ولكني عَزِيز) [2] - وقدْ تقدَّم ذِكْرُه -.
فمِنْ مَواهبِ اللهِ لِعِبَادِه الصالحين أنْ يجعل في قلوبهم النُّفْرَةِ والبغض لِمَن عصاه، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [3]، وقد

[1] «غذاء الألباب»، (1/ 222).
[2] «طريق الهجرتين»، ص (186 - 187).
[3] سورة المنافقون، من الآية: 8.
اسم الکتاب : إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست