اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 94
المبحث الثاني عشر
هل الثورات العربية ثورات إسلامية؟
إن وصف الشيء بأنه إسلامي أو غير إسلامي من المصطلحات المحدثة التي لا اعتبار لها في أحكام الشريعة، إلا من حيث التعريف والتوصيف للأشياء ليس إلا، فالحكم على الأشياء هو بالنظر إلى مشروعيتها وعدم مشروعيتها، وذلك بحكم الشارع عليها إما بالوجوب أو الاستحباب أو التحريم أو الكراهة أو الإباحة فأقول:
وصف (إسلامي) استخدمه المسلمون قديما كمصطلح حادث باعتبارين اثنين:
الأول: بالنظر إلى العصر، كما أطلقوا على شعراء ما بعد الإسلام (الشعراء الإسلاميين) فيعدون فيهم الأخطل وهو شاعر نصراني، إلا أنه إسلامي باعتبار العصر، كما يطلقون على شعراء ما قبل الإسلام (الجاهليين)،وعلى من أدركوا العصرين (المخضرمين).
الثاني: بالنظر إلى من صدرت عنهم، كما في تسمية الإمام الأشعري لكتابه (مقالات الإسلاميين)،لكونها منسوبة لمن ادعوا الإسلام ومنسوبة للفرق والمذاهب الإسلامية للتفريق بينها وبين مقالات أهل الأديان الأخرى.
فهذان هما الاعتباران المشهوران لمصطلح (إسلامي) قديما.
الثالث: باعتبار المشروعية، وقد شاع في العصر الحديث استخدامه لتمييز كثير من الأشياء كمصطلح (أدب إسلامي) و (اقتصاد إسلامي) و (فن إسلامي) .. الخ وهذا باعتبار مشروعيتها في الإسلام.
وبناء على ما سبق فالثورة العربية المعاصرة ثورة إسلامية بكل هذه الاعتبارات والمصطلحات، سواء باعتبار العصر وبالنظر إلى تاريخ الإسلام فهي (ثورة إسلامية)،أو بالنظر إلى من صدرت عنهم وهم الشعوب العربية المسلمة فهي (ثورة إسلامية)،أو بالنظر إلى مشروعيتها في حكم الإسلام في حد ذاتها فهي (ثورة إسلامية)!
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 94