responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 230
بل ولا تعرف هذه الطائفة كيف السبيل إلى بعث الخلافة من جديد، وتحويلها من فكرة إلى واقع سياسي!
وزاد الأمر تعقيدا حين خاض كثير من المصلحين المخلصين فيما لا يحسنون فهمه من مشكلات العصر ونوازله، فهم يتحدثون عن حاكمية الله، ولا يعرفون حقيقتها؟
وعن الطاغوت ولا يعرفون كيف يواجهونه؟
وعن الدولة ولا يعرفون مشكلاتها وأوجه الخلل فيها وكيف معالجته؟
وعن الدستور والقانون وهم لا يعرفون الفرق بينهما؟
ولا يعرفون الفرق بين إرادة التحاكم إلى غير حكم الله، والحكم بغير ما أنزل الله، والإكراه على التحاكم إلى غير حكم الله؟
ولا يفرقون بين ما يصح من تصرفات السلطة غير الشرعية وما لا يصح؟
ولا يعرفون كيف يوجبون جهاد الدفع عن بلدان المسلمين اليوم مع أن الحكومات فيها غير شرعية أو طاغوتية ... الخ؟
ولا كيف يحافظون على ثروات الأمة وأرضها ومصالحها تحت ظل حكومات غير شرعية؟!
فلما حارت في هذه النوازل أفهامهم، واضطربت فيها أحلامهم، رأوا اعتزال الواقع وعدم التورط فيه وفي إشكالاته أسلم لدينهم وآخرتهم، غير أنهم أرادوا من الأمة الاعتزال معهم، والوقوف حيث وقفوا، دون أن يدركوا بأن الحياة والمجتمعات لا تتوقف، ولا تنتظر من توقف، بل هي في حركة دائبة، وهي لمن غلب (ومن عز فيها بز)!
وسيطرت على بعضهم أوهام ظنوها حلولا ناجعة، فقيدوا بها أنفسهم وأتباعهم، وأصبحوا أسرى الأوهام، فلم تحقق لهم تلك الأوهام ولا للأمة بعد سبعين سنة شيئا، وصدق فيهم قول شوقي:
وهمٌ يقيد بعضهم بعضا به وقيود هذا العالم الأوهامُ

اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست