responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 104
وعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: اسْتَسْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ رَجُلٍ تَمْرًا فَلَمَّا جَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ عِنْدَنَا الْيَوْمَ فَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتَ عَنَّا حَتَّى يَأْتِيَنَا فَنَقْضِيَكِ» فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاعُذْرَاهُ فَتَذَمَّرَ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:دَعْهُ يَا عُمَرُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا انْطَلِقُوا إِلَى خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ الْأَنْصَارِيَّةِ فَالْتَمِسُوا لَنَا عِنْدَهَا تَمْرًا " فَانْطَلَقُوا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا تَمْرٌ ذخيرَةٌ فَأَخْبَرُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،فَقَالَ: خُذُوهُ فَاقْضُوهُ فَلَمَّا قَضَوْهُ أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُ: «قَدِ اسْتَوْفَيْتُ»؟ قَالَ: نَعَمْ قَدْ أَوْفَيْتَ وَأَطَبْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللَّهِ الْمُوفُونَ الْمُطِيبُونَ» (1)
فللمظلوم أن يجهر بالقول السوء على من ظلمه، وأن يرفع مظالمه، وأن يتصدى لمن ظلمه، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى:39]،وقال: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)} [الشورى:41 - 42].
ـــــــــــ

سادسا: أن أكثر من وقع فيها من الضحايا هم من المتظاهرين سلميا على يد رجال السلطة ظلما وعدوانا، فالمتظاهرون معتدَى عليهم، والسلطة هي التي اعتدت.
وقد قال تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة:194].
والمقتول في مثل هذه الحال شهيد، كما في الحديث الصحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ أَهْلِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ» (2)

(1) - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (13/ 290) صحيح
(2) - السنن الكبرى للنسائي (3/ 454) (3543) صحيح
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست