الجوزي - رحمه الله - أنه قال: ((من كتب اسمه على المسجد الذي يبنيه كان بعيداً من الإخلاص)) [1].ومن بناه بالأجرة لا يحصل له هذا الوعد المخصوص؛ لعدم الإخلاص، وإن كان يؤجر في الجملة على حسب إخلاصه، لكن الإخلاص الكامل لا يحصل إلا من المتطوع [2].
أما قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عثمان - رضي الله عنه -: ((بنى الله له مثله في الجنة)) فقال القرطبي - رحمه الله -: ((هذه المثلية ليست على ظاهرها ... وإنما يعني أنه بنى له بثوابه بناءً أشرف وأعظم، وأرفع)) [3]. وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى -: ((يحتمل قوله: ((مثله)) أمرين: أحدهما أن يكون معناه: بنى الله تعالى له مثله في مسمى البيت، وأما صفته في السعة وغيرها فمعلوم فضلها أنها مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. [1] فتح الباري شرح صحيح البخاري، 1/ 545. [2] فتح الباري شرح صحيح البخاري، 1/ 545. [3] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 2/ 130.