من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من بنى لله مسجداً ولو قدر مفحص قطاة [1] بنى الله له بيتاً في الجنة)) [2].
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله -: ((وحمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة؛ لأن المكان الذي تفحص القطاة عنه؛ لتضع فيه بيضها، وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه، وقيل: هو على ظاهره، والمعنى أن يزيد في مسجد قدراً يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر، أو يشترك جماعة في بناء مسجد، فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر، وهذا كله بناء على أن المراد بالمسجد ما يتبادر إلى [1] مفحص قطاة: القطاة: واحدة القطا، وهو طائر معروف ببطء سيره، والمفحص من الفحص: أي الحفر، والمراد هنا: الموضع الذي تحفره لترقد فيه فتضع فيه بيضها. وانظر: الترغيب والترهيب للمنذري، 1/ 262. [2] البزار بلفظ [مختصر زوائد البزار على الكتب الستة ومسند أحمد، لابن حجر،
1/ 210 برقم 260]، والطبراني في المعجم الصغير [مجمع البحرين، 1/ 441، برقم 578]، وابن حبان [الإحسان، 4/ 490، برقم 1610]، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 2/ 7: ((رواه البزار والطبراني في الصغير، ورجاله ثقات))، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 8/ 109.