responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع    الجزء : 1  صفحة : 70
فالمتظاهرون يخرجون إلى الشوارع ثم الاعتصام بالساحات ليرفع الحاكم الظلم، أو يتنحى ليذهب هو والظلم ..
فإن قتل الحاكم أحد المتظاهرين؛ فتعين المطالبة بالتنحي، ولم يبقَ له حياة، ووجب عليه القتل قصاصاً (إن لم يعفو أهل المقتول).
فإذا ما فعل المتظاهرون ذلك مستجيبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود السابق وغيره .. مقتدين بمن أمر الله ورسوله الإقتداء بهم، وهم السلف الصالح الذين هم خير من مشى على وجه الأرض بعد الأنبياء، حيث قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ... وأطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم [1].
وقال عمر رضي الله عنه: من رأى منكم فيَّ اعوجاجاً فليقومه.
وقال عثمان رضي الله عنه: أمري لأمركم تبع.
فالسلف الصالح يقررون هذا في أول أيام تسلمهم الحكم، يقررون أن الأمة مسؤولة عن حكامها .. إذا ما الحاكم أساء أو اعوج أو ضلَّ أن تقوِّم ذلك فتصحح إساءته، وتقوم اعوجاجه، وبذلك يقررون أول قاعدة عرفها العلم في سبيل مراقبة الأمة لحكامها .. وهذا أرقى ما يتوصل إليه البشر في ذلك، بل نستطيع أن نقول: هو النموذج الوحيد الذي عرفه العالم!!
وتتجلى صورة ذلك عندما نتصور ذاك العصر، حيث كان العالم قد غرق في استبداد القياصرة والأكاسرة وغيرهم.
فانظر إلى كلام أبي بكر رضي الله عنه وهو يقول: إن أسأت فقوموني.

[1] أثر صحيح: أخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق في "السيرة النبوية" 6/ 82، وابن جرير في "التاريخ" 2/ 237، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 182، وقال الحافظ ابن كثير: إسناده صحيح.
اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست