responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع    الجزء : 1  صفحة : 69
وأما أن تطيعه فيما يأمر به من طاعة فقد سبق بيانه ..
وأما أن نطالبه بالتنحي إن لم يرفع الظلم، أو يماطل به، ونعتصم بالساحات حتى يستجاب لنا فقد دل عليه حديث: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ».
والمطالبة بالتنحي إن لم يرفع الظلم إن لم تكن هي كلمة الحق في هذا الموضوع، فهي من كلمة الحق، ودل عليها حديث ابن مسعود الذي يقول فيه:
«فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ».
وجه الدلالة من الحديث:
أن من جاهد هؤلاء الحكام الظلمة فهو مؤمن، ونفي الإيمان عمن لم يجاهدهم.
وجمع ابن رجب الحنبلي بين هذا الحديث وحديث النهي عن مقاتلة ومنابذة الحكام بقوله: المحرّم مقاتلتهم، وأما تغيير المنكر باليد من غير قتال فهذا جائز.
وإذا ثبت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وجب العمل به وحديث ابن مسعود حديث صحيح.
فإن كان معارض لحديث النهي عن مقاتلة الحكام الظالمين؛ فقد وجب إما الجمع بينهما وإما النسخ.
فالجمع أولى لأن إعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما, فإن لم يمكن فالنسخ فإن لم يمكن تساقطا.
فقد أمكن الجمع بينهما؛ فالجهاد أعم من المقاتلة فكل مقاتلة جهاد وليس كل جهاد مقاتلة، وهذا ما أشار إليه ابن رجب الحنبلي.

اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست