اسم الکتاب : تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل المؤلف : القضاعي، عقيل الجزء : 1 صفحة : 64
وإذا كان ثابت المشهود له من الشرع بأنه يموت شهيدا لا يصح أن يفضل على أبي بكر الذي مات على فراشه، فغيره من الشهداء أحرى بذلك.
ولئن كان ثابت من المقربين فليكونن أبو بكر من أعلى المقربين.
فإن قيل: قد جاء في الحديث أن النبي - عليه السلام - قال لشهداء أحد: «هؤلاء أشهد عليهم، فقال له أبو بكر: يا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [1]، ألسنا بإخوانهم، أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [2]: بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي» [3].
وظاهر هذا تفضيل شهداء أحد على أبي بكر وغيره.
فالجواب عن ذلك [4] من وجهين:
أحدهما: إن هذا الحديث إنما جاء مرسلا عن أبي النضر شيخ مالك بن أنس، وبينه وبين عصر النبي - عليه السلام - قرنان [5]، ولم يرو مسندا عنه ولا عن غيره. [1] من (ب). [2] من (ب). [3] رواه مالك (1004) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أنه بلغه أن رسول الله فذكره.
وهذا سند منقطع أو معضل.
قال ابن عبد البر في التمهيد (21/ 228): هذا الحديث مرسل هكذا منقطع عند جميع الرواة للموطأ, ولكن معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة.
(4) "عن ذلك" من (ب). [5] هو أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله, واسمه سالم بن أبي أمية, توفي سنة 133, وقيل سنة 130 وقيل سنة 129، كما في التمهيد (21/ 145) وتهذيب الكمال (10/ 127) والتاريخ الكبير (4/ 111).
اسم الکتاب : تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل المؤلف : القضاعي، عقيل الجزء : 1 صفحة : 64