اسم الکتاب : حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 98
وهكذا المؤمن المتوكل على الله حقًّا، حتى وإن عرضت له في ساعات الضعف بعض الخواطر التي قد لا يسلم منها البشر ([1])،
فإنه يثق بوعد الله، ولهذا لما اشتكى بعض الصحابة رضي الله عنهم ما يجدون في أنفسهم من الوسوسة مما يتعاظمون الكلام به كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: «وقد وجدتموه»؟ قالوا: نعم. قال: «ذاك صريح الإيمان»، وفي لفظ: «ذاك محض الإيمان» [2]. [1] كما روي عن تميم بن جميل لما جيء به ليقتل وقال له الخليفة إن كان لك حجة فأدل بها، فأنشد قائلًا:
أرى الموت بين السيف والنطع كامناً ... يلاحظني من حيثما أتلفت
وأكبر ظني أنك اليوم قاتلي ... وأي امرئ عمّا قضى الله يفلت
ومن ذا الذي يدلي بعذر وحجة ... وسيف المنايا بين عينيه مصلت
يعز على الأوس بن تغلب موقف ... يهزّ عليّ السيف فيه وأسكت
وما جزعي من أن أموت وإنني ... لأعلم أن الموت شيء مؤقت
ولكن خلفي صبية إن تركتهم ... وأكبادهم من حسرة تتفتت
فإن عشت عاشوا سالمين بغبطة ... أذود الأذى عنهم وإن مت موتوا
فكم قائل لا يبعد الله داره ... وآخر جذلان يسر ويشمت
ديوان تميم بن جميل» ص35، وانظر «الفرج بعد الشدة» 4/ 89 - 90، «المستجاد من فعلات الأجواد» ص117 - 119.
وقال الآخر:
وإنما حزني في صبية درجوا ... غفل عن الشر لم توقد لهم نار
قد كنت أرجو زمانا أن أقودهم ... للمكرمات فلا ظلم ولا عار
والآن قد سارعت دربي إلى كفن ... يوماً سيلبسه بر وفجار
بالله يا صبيتي لا تهلكوا جزعاً ... على أبيكم طريق الموت أقدار
تركتم في حمى الرحمن يكلؤكم ... من يحمه الله لا تدركه أوزار
وأنتم يا أهيل الحي صبيتكم ... أمانة عندكم هل يهمل الجار
هذه القصيدة لمصطفى السباعي رحمه الله ضمن قصيدة له بعنوان «وداع راحل» نشرت في مجلة حضارة الإسلام، السنة الخامسة الأعداد: 4، 5، 6 ص 51 وهي موجودة في كتاب «شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث» 2/ 46. [2] أخرجه مسلم في الإيمان 132، وأبو داود في الأدب 5111، وأحمد 2/ 441.
اسم الکتاب : حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 98