responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 9
قوله: (إلى أموالكم): «إلى» على بابها والفعل «تأكلوا» مضمن معنى «الضم»، أي: لا تأكلوا أموالهم مضمومة إلى أموالكم.
وقيل «إلى» بمعنى «مع». أي: لا تأكلوا أموالهم مع أموالكم [1] والأول أولى [2] لأن تضمين فعل معنى فعل آخر أكثر وروداً في القرآن الكريم من تضمين «إلى» معنى «مع» بل أولى من تضمين حرف معنى حرف آخرمطلقاً ([3]
وحمل الآية على المعنى الكثير في القرآن أولى من حملها على المعنى القليل، لأنها إذا كانت هي الكثير في القرآن صارت هي اصطلاح القرآن وهو قول جمهور النحويين واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية [4].
قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً} أي عند الله، وفي حكمه كما قال تعالى: {فَأولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [5] والجملة تعليل للنهي في الجملتين

[1] انظر «النكت والعيون» 1/ 39، «أحكام القرآن» لابن العربي 1/ 308، «البحر المحيط» 3/ 160.
[2] انظر «الوجيز» 1/ 251، «المحرر الوجيز» 4/ 12، «الجامع لأحكام القرآن» 5/ 10، «تفسير ابن كثير» 2/ 180، «فتح القدير» 1/ 419.
[3] اختلف أهل العلم في الفعل إذا تعدى إلى ما لا يتعدى به، فذهب جمهور النحويين من البصريين وغيرهم إلى أن الفعل يضمن معنى يناسب الحرف الذي يتعدى به، كقوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} سورة الإنسان الآية: 6 فضمن الفعل «يشرب» معنى «يروى» ولهذا عدي بالباء ولم يقل «يشرب منها» وكقوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} سورة المعارج الآية: (1) ضمن الفعل «سأل» معنى «أجيب» أي: سأل سائل فأجيب بعذاب واقع، ولهذا عي بالباء ولم يقل «عن عذاب واقع»: وقد ذهب الكوفيون إلى أن الحرف يفسر بمعنى الحرف المناسب، فيقال: «عينا يشرب بها» أي: منها، و (سأل سائل بعذاب واقع) أي: عن عذاب واقع. انظر «مجموعة الفتأوى» 20/ 474، 21/ 124، وانظر «جامع البيان» 12/ 358 طبعة الحلبي، «مغني اللبيب» 1/ 178، «ضياء السالك» 2/ 259 ..
[4] قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وباب تضمين الفعل معنى فعل آخر يتعدى بتعديته كقوله: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ} وقوله: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا} وقوله: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} وأمثال ذلك كثير في القرآن، وهو يغني عند البصريين من النحاة عما يتكلفه الكوفيون من دعوى الاشتراك في الحروف «مجموع الفتأوى» 21/ 123 - 124.
[5] سورة النور، آية: 13.
اسم الکتاب : حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست