وحث على طاعته، ووعظ الناس، وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن، وذكرهن، فقال: ((تصدقن فإن أكثركنّ حطب جهنم)) فقامت امرأة من سِطة [1] النساء سفعاء الخدين [2] فقالت: لِمَ يا رسول الله؟ قال: ((لأنكن تُكثِرن الشّكاة [3] وتكفرْن العشير)) [4] قال: فجعلهن يتصدقن من حليهن، ويلقين في ثوب بلال من أقرطهن [5] وخواتيمهن)) [6]. ولفظ البخاري: ((قام النبي - صلى الله عليه وسلم - [1] سطة النساء: من خيار النساء، وفي بعض نسخ مسلم: وسطة النساء: والوسط العدل والخيار. شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 425، ورجح أن المعنى: امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن. شرح النووي، 6/ 426. [2] سفعاء الخدين: فيها تغير وسواد. شرح النووي، 6/ 426. [3] الشكاة: الشكوى. شرح النووي، 6/ 426. [4] العشير: المخالط، وحمله الأكثرون على الزوج، والمعنى أنهن يجحدن الإحسان لضعف عقولهن، وقلة معرفتهن، فيستدل به على ذم من يجحد إحسان ذي الإحسان. شرح النووي، 6/ 426. [5] من أقرطهن: جمع قرط، وهو كل ما علق من شحمة الأذن فهو قرط سواء كان من ذهب أو خرز، وأما الخرص فهو الحلقة الصغيرة من الحلي. شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 426. [6] خواتيمهن: جمع خاتم وفيه ست لغات، والفتخ: الخواتيم العظام، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن، 4/ 342.