وفضلاً، وأبعدها من مطلوب الشرع، وخير بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال، لبعدهن من مخالطة الرجال، ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم، وسماع كلامهم، ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك، والله أعلم)) [1].
الفضل الثالث: الله تعالى وملائكته يصلون على الصفوف الأُولى، والصف المقدم أكثرها صلاة؛ لحديث أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول)) قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: ((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول))، قالوا: يا رسول الله وعلى الثاني؟ قال: ((وعلى الثاني)) [2].
وصلاة الله تعالى: ثناؤه عليهم عند الملائكة، وصلاة الملائكة والنبي - صلى الله عليه وسلم -، وسائر الناس: الدعاء والاستغفار [3].
وعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله - عز وجل - وملائكته يصلون على الصف الأول، أو الصفوف الأولى)) [4].
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: ((إن الله وملائكته يصلون على الصفوف المتقدمة)) [5].
الفضل الرابع: النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على الصف الأول ثلاثاً، وعلى الثاني مرة واحدة، لحديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كان [1] شرح النووي على صحيح مسلم، 4/ 403. [2] أحمد في المسند، 5/ 262، قال المنذري في الترغيب والترهيب، 1/ 384: ((رواه أحمد بإسناد لا بأس به، والطبراني وغيره))، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 2/ 91: ((رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجال أحمد موثقون))، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 197. [3] انظر: صحيح البخاري، قبل الحديث رقم 4797،وتقدم تخريجه في مفهوم الصلاة. [4] أحمد، 4/ 269، وقال المنذري في الترغيب والترهيب، 1/ 385: ((رواه أحمد بإسناد جيد))، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 197. [5] النسائي، كتاب الإمامة، باب كيف يقوّم الإمام الصفوف، برقم 811، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات، باب فضل الصف المقدم، برقم 997، لكن بلفظ: ((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأُوَل))، وأبو داود، برقم 664، ولفظه: ((إن الله - عز وجل - وملائكته يصلون على الصفوف الأُوَل))، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 175.