بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).وكان ابن عمر يقول: ((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)) [1].
قال الإمام البخاري - رحمه الله تعالى -:
اغتنم في الفراغ فضل ركوعٍ ... فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح رأيت من غيرسقمٍ ... ذهبت نفسه الصحيحة فلتة (2)
ولَمّا نُعي إليه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي الحافظ أنشد:
إن عشت تفجع بالأحبة كلهم ... وبقاء نفسك لا أبا لك أفجع (3)
وقال آخر:
صلاتك نورٌ والعباد رقودٌ ... ونومك ضد للصلاة عنيد
وعمرك غُنمٌ إن عقلت ومهلةٌ ... يسيرُ ويفنى دائباً ويبيد (4)
وقال بعض الصالحين:
عجبتُ من جسمٍ ومن صحةٍ ... ومن فتىً نام إلى الفجر
فالموتُ لا تؤمن خطفاتُهُ ... في ظلم الليل إذا يسرِي
من بين منقول إلى حفرةٍ ... يفترش الأعمال في القبر
وبين مأخوذٍ على غِرَّةٍ ... بات طويل الكبر والفخر
عاجله الموتُ على غفلةٍ ... فمات محسوراً إلى خسر (5) [1] البخاري، كتاب الرقاق، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كن في الدنيا كأنك غريب)) برقم 6416.
(2) هدي الساري مقدمة صحيح البخاري، لابن حجر، ص481.
(3) المرجع السابق، ص481.
(4) قيام الليل لمحمد بن نصر، ص42، والتهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا، ص329.
(5) التهجد وقيام الليل، لابن أبي الدنيا، ص33، وقيام الليل لمحمد بن نصر، ص92.