في الراحة كما يطلبه في التعب؛ لأن الراحة إذا قُصد بها الإعانة على العبادة حصَّلت الثواب)) [1].
وسمعت الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز - رحمه الله - يقول: ((وهذا فيه حسن سيرة الصحابة وغيرتهم، والمذاكرة فيما بينهم، وفيه الاحتساب حتى النومة والقومة، فالمسلم ينظّم وقته، وينظّم أموره: ساعة للقرآن، وساعة لأموره الأخرى، وساعة لأهله ... )) [2].
12 - طول القيام مع كثرة الركوع والسجود هو الأفضل في صلاة الليل ما لم يشق ذلك أو يسبب الملل؛ لحديث جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أفضل الصلاة
طول القنوت [3] ... )) [4]؛ ولحديث ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن رجلاً
سأله عن عملٍ يدخل به الجنة، أو بأحب الأعمال إلى الله، فقال: سألت [1] فتح الباري، 8/ 62. [2] سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 4341، في فجر يوم الخميس الموافق
22/ 7/1416هـ بالجامع الكبير في مدينة الرياض. [3] القنوت: في الحديث يروى بمعانٍ متعددة، فيطلق على: الطاعة، والخشوع، والصلاة، والدعاء، والعبادة، والقيام، وطول القيام، والسكوت، والسكون، وإقامة الطاعة، والخضوع [انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، باب القاف مع النون، 4/ 111، ومشارق الأنوار على الصحاح والآثار، للقاضي عياض، حرف القاف مع سائر الحروف، 2/ 186، وهدي الساري مقدمة فتح الباري، لابن حجر، ص176]، وذكر الحافظ ابن حجر أن ابن العربي ذكر أن القنوت ورد لعشرة معانٍ نظمها الحافظ زين الدين العراقي:
ولفظ القنوت اعدد معانيه تجد ... مزيداً على عشرة معاني مرضية
دعاء، خشوع، والعبادة، طاعة ... إقامتها، إفراده بالعبودية
سكوت، صلاة، والقيام، وطوله ... كذا دوام الطاعة الرابح القنيه
[راجع فتح الباري الطبعة السلفية 2/ 491].
قال ابن الأثير - رحمه الله - بعد أن ذكر معاني القنوت في الأحاديث: ((فيصرف كل واحد من هذه المعاني إلى ما يحتمله الحديث الوارد فيه)) [النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/ 111]. [4] مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب أفضل الصلاة طول القنوت، برقم 756.