لم يُبيّنهُ)) [1].
وفي الحديث (( ... الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ ... )) [2].
والفرق بين الشك والوسوسة: أن الشك: هو التَّردُّدُ في الوقوع وعدمه، فهو مستوي الطرفين، وهو اعتقاد أن تقاوم تساويهما لا مزية لأحدهما على الآخر، وأما الوسوسة فهي كما تقدم: حديث النفس والشيطان لا تنبي على أصل، بخلاف الشك، فإنه يبنى على أصل [3].
* أسباب الوسوسة:
1 - قِلَّةُ العلم الشرعي: أي بالكتاب والسنة، وما عليه الصحابة وأتباعهم - رضي الله عنهم -.
2 - ضعف الإيمان؛ لأن الشيطان يتسلّط على أهل المعاصي، بخلاف قويٌّ الإيمان.
3 - الاسترسال مع الأفكار؛ فإن هذا الاسترسال يجعل للشيطان مدخلاً عليه.
4 - الغفلة عن ذكر الله تعالى؛ فإن الذكر يطرد الشيطان ووساوسه.
5 - ضعف العقل؛ فإن صاحب العقل الكامل المؤمن ينجو من الوسوسة بفضل الله تعالى. 6 - عدم مخالطة أهل العلم والإيمان الكامل.
7 - عدم اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن الشيطان يدخل من هذا المدخل.
وهذه الأسباب لها أدلة كثيرة لا يتسع المقام لذكرها [4]. [1] النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 5/ 186. [2] أبو داود، كتاب الأدب، بابٌ في الوسوسة، برقم 5112، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 3/ 256. [3] انظر: بغية المسترشدين، لعبد الرحمن بن محمد بن حسين بن عمر باعلوي، ص5. [4] انظر: تحفة المؤمنين في ذم الوسوسة وعلاج الموسوسين؛ لعبد الله بن سليمان العتيق، [مذكرة، ص5_7].