الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [1].
ووصف اللَّه العلماء من أهل الكتاب قبلنا بالخشوع، فقال سبحانه: {قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [2]، وقوله سبحانه في وصف هؤلاء الذين أوتوا العلم، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً: مدحٌ لمن أوجب له سماع كتاب الخشوع لله - عز وجل - في قلبه)) [3].
رابعاً: فضائل الخشوع لله تعالى في الصلاة
ثبت في الخشوع في الصلاة فضائل كثيرة، منها الفضائل الآتية:
1 - من فرَّغ قلبه لله تعالى في صلاته انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه؛ لحديث عمرو بن عبسة السُّلمي - رضي الله عنه - الطويل، وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعد أن ذكر فضائل الوضوء: (( .... فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ إِلاَّ انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ .. )) وذكر عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - أنه سمع هذا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من سبع مرات [4].
2 - من صلى ركعتين لا يُحَدّث فيهما نفسَه غفر الله له ما تقدم من ذنبه؛ لحديث عثمان - رضي الله عنه -، أنه حين توضأ وضوءاً كاملاً قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي [1] سورة الزمر، الآية: 9. [2] سورة الإسراء، الآيات: 107 - 109. [3] الخشوع في الصلاة لابن رجب، ص17. [4] مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب إسلام عمرو بن عبسة، برقم 832، وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة، فليراجعه من شاء.