مالك بن الحويرث إذا صلى كبَّر ثم رفع يديه ... وحدَّث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل هكذا)) [1].
الوجه الثالث: جاء ما يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه مع التكبير، وانتهى منه مع انتهائه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افتتح التكبير في الصلاة، فرفع يديه حين كبّر حتى جعلهما حَذْوَ منكبيه)) [2]. فمن فعل صفة من هذه الصفات فقد أصاب السنة [3].
وأما النظر إلى موضع السجود، ومطأطأة الرأس، ورمي البصر نحو الأرض؛ فلما رواه البيهقي والحاكم، وشهد له حديث عشرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - [4].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم، أو لتُخْطَفَنَّ أبصارُهم)) [5].
5 - يضع يديه على صدره بعد أن ينزلهما من الرفع، اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد؛ لحديث وائل بن حُجْر قال: ((صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده اليمنى على اليسرى على صدره)) [6]، وفي لفظ: ((ثم [1] متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب رفع اليدين إذا كبر، برقم 737، ومسلم واللفظ له، كتاب الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين، برقم 391. [2] البخاري، كتاب الأذان، باب إلى أين يرفع يديه، برقم 738، ومسلم، كتاب الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام، برقم 390. [3] انظر: فتح الباري لابن حجر، 2/ 218، وسبل السلام للصنعاني،2/ 217، والشرح الممتع لابن عثيمين،3/ 39. [4] انظر: السنن الكبرى للبيهقي، 2/ 283،5/ 158، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 1/ 479، وأحمد، 2/ 293، وصحح الألباني ما جاء في هذه الصفة في صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ص80. [5] مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة، برقم 429. [6] أخرجه ابن خزيمة، في صحيحه، 1/ 243، برقم 479، والحديث جاء من طرق أخرى بمعناه، وله شواهد. انظر: صحيح ابن خزيمة، 1/ 243، وصفة الصلاة للألباني، ص79، وسمعت سماحة العلامة ابن باز - رحمه الله - أثناء تقريره على الحديث رقم 293 من بلوغ المرام يقول: ((وهكذا رواه أحمد عن قبيصة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يضع يديه على صدره، وإسناده حسن)).