المعنى أحاديث أخرى، عن ابن عمر [1]، وأنس [2] - رضي الله عنهم -.
وعن أنس - رضي الله عنه - ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبّر، ثم صلى حيث وَجَّهَهُ ركابه)) [3]. وسمعت الإمام
عبد العزيز بن عبد الله ابن باز - رحمه الله - يقول عن هذا الحديث: ((هذا ظاهره خلاف الأحاديث الصحيحة في الصحيحين، فليس فيها ذكر استقبال القبلة عند الإحرام، وهذه الزيادة تكون مقيدة، ويكون هذا على سبيل الاستحباب إذا تيسر الاستقبال عند الإحرام فهذا حسن جمعًا بين النصوص، فإذا لم يفعله فالصلاة صحيحة عملاً بالأحاديث الصحيحة)) [4].
الشرط التاسع: النية ومحلها القلب، والتلفظ بها بدعة، وهي لغة القصد، وهو عزم القلب على الشيء، وشرعًا: العزم على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى؛ لحديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إنما الأعمال بالنيات)) [5].
والنية نيتان: نية للمعمول له: وهي الإخلاص لله تعالى، ونية للعمل: وهي تمييز العبادات بعضها عن بعض وقصدها ونيتها، فينوي تلك العبادة المعينة [6]. وزمن النية: أول العبادة، أو قبلها، بيسير، والأفضل قرنها بالتكبير خروجًا من خلاف من شرط ذلك [7]، وسمعت سماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز - رحمه الله - يقول: ((ينوي مع التحريمة، وهذا [1] حديث ابن عمر في صحيح مسلم برقم 700. [2] وحديث أنس في صحيح مسلم برقم 702. [3] أبو داود، كتاب صلاة السفر، باب التطوع على الراحلة والوتر، برقم 1225، وحسنه الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام. [4] سمعته من سماحته أثناء شرحه للحديث رقم 228 من بلوغ المرام. [5] متفق عليه: البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، برقم 1، ومسلم، كتاب الجهاد، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: إنما الأعمال بالنية، برقم 1907. [6] انظر: بهجة قلوب الأبرار للسعدي، ص7. [7] انظر منار السبيل، للشيخ العلامة إبراهيم الضويان، 1/ 79.