المبحث السادس عشر: الأذان والإقامة
أولاً: مفهوم الأذان والإقامة، وحكمهما:
1 - الأذان في اللغة: الإعلام بالشيء، قال الله تعالى: {وَأَذَانٌ مّنَ الله وَرَسُولِهِ} [1] أي إعلام. وقوله: {آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} [2] أي أعلمتكم فاستوينا في العلم [3].
والأذان في الشرع: الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ معلومة مخصوصة مشروعة [4]، وسُمّي بذلك؛ لأن المؤذن يعلم الناس بمواقيت الصلاة، ويُسمَّى النداء؛ لأن المؤذن ينادي الناس ويدعوهم إلى الصلاة [5]، قال الله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} [6] وقال سبحانه: {إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجمعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله} [7]. 2ـ الإقامة في اللغة: مصدر أقام، من إقامة الشيء إذا جعله مستقيمًا.
3ـ الأذان والإقامة فرضا كفاية على الرجال دون النساء للصلوات الخمس المكتوبة، وصلاة الجمعة خامسة يومها، فهما مشروعان بالكتاب، لقول الله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} [8]، وقوله - سبحانه وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجمعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله} [9].وبالسنة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في [1] سورة التوبة، الآية: 3. [2] سورة الأنبياء، الآية: 109. [3] انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، باب الهمزة مع الذال،1/ 34،والمغني لابن قدامة،2/ 53 [4] انظر: المغني لابن قدامة،2/ 53،والتعريفات للجرجاني، ص37،وسبل السلام للصنعاني،2/ 55. [5] شرح العمدة لابن تيمية، 2/ 95. [6] سورة المائدة، الآية: 58. [7] سورة الجمعة، الآية: 9. [8] سورة المائدة، الآية: 58. [9] سورة الجمعة، الآية: 9.