اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 349
وأما قوله: (لأعطين الراية رجلا يحب اله ورسوله، ويحبه الله ورسوله)، فإن هذا حق لا شك فيه فإن عليا رضي الله عنه كان يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله؟ لأنه كان عن المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم: {يحبهم ويحبونه} وممن شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن حبه إيمان، وبغضه نفاق.
وقوله: (تطاولنا)؛ أي إلى إصابة قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لأعطين الراية رجلا يحب الله)، وأنه استدعي بعلي، وكان أرمد، فدل على أن النص في ذلك قد كان من الله عز وجل، لأنه لم يرد الولاية كونه أرمد (113/ أ) بحضور جماعة أصحاء.
وقوله: (فبصق في عينيه)، أي داوى ألمه، ثم بعثه ليلقى العدو؛ وهو ذو بسطة في الجسم؛ على الجيش ينبغي أن يكود صحيح الأعضاء متمكنًا من نفسه، ثابتًا في رأيه؛ وإنما بصق في عينيه، واثقًا بأن ريقه - صلى الله عليه وسلم - يكفي في برء عينه.
* وهذا أيضًا دليل على وكادة التداوي؛ فإن ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان دواء لعين علي رضي الله عنه، ولو برأت عينه من غير ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم تجز تلك الفضيلة، ولم تظهر المعجزة في أنه في بريقه.
* وأنه لما نزل قول الله تعالى: {.. ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ..} دعا عليًا وفاطمة حسنًا وحسينًا؛ فإن هذا يدل على أن المباهلة إنما استعملت في الأعز، وأعز ما عند الآدمي الطفل حتى يكبر، والحسن والحسين رضي الله عنهما كانا صبيين؛ والولد، فكانت فاطمة ولده؛ والحميم،
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 349