اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 265
أمسك عنه (86/ أ) فيكون ضربًا من سوء الأدب؛ لأن هذا من الأمور المهمة والخطوب الكبار، فما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخل بتعيين الوصية فيه إلا بأمر من الله سبحانه، والذي بان من ذلك أنه لما لم يعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شخص، ولا نص بالوصية في أحد، كان ذلك من فعله - صلى الله عليه وسلم - مفصحًا أن الحق هو أن يبايع المسلمون رجلا من قريش؛ إذ قد سبق قوله - صلى الله عليه وسلم -: (الأئمة من قريش)، وإشارته الخفية بتولية أبا بكر أمر الصلاة بعد قوله - صلى الله عليه وسلم - (يوم القوم أقرؤهم .. الحديث)، شهادة منه أنه اختار الأقرأ والأفقه والأشرف والأقدم هجرة إلا أنه لم ينص عليه نصًا ظاهرًا من أجل أنه كان يتخذ ذلك شرعة لا تسع غيرها، فكان لا يولي والٍ إلا من يريده الوالي قبله، لكن لا ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأمر من غير وصية، وانعقد إجماع المسلمين على خلافة أبي بكر عرف من ذلك الحكة في إمساك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصية، فلما استخلف أبو بكر عمر فهم من فعل أبي بكر جواز الوصية والاستخلاف، فلما تركها عمر شورى في ستة دل ذلك أيضًا على جواز التعيين في عددٍ من غير نصٍ على واحد، ولا إشاعة الأمر في الناس كلهم، وكان من حكمة الله سبحانه وتعالى رد الأمر إلى الوارث، وهو
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 265