اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 260
شيء من الوحي مما ليس في القرآن؟ فقال: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إلا فهمًا يعطيه الله رجًلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر].
* في هذا الحديث من الفقه أنه إذا ظن الناس وليس له صحة وعند الإمام أو العالم (84/ أ) المخرج منه، واليقين من حاله، أنه يصدع بذلك، ويذكره ولا يترك الناس على ظنهم المخطئ، ألا ترى أن عليًا رضي الله عنه حين آنس من الناس تناجيهم بأن عند علي وصية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إليه فيها سرًا، صعد المنبر، وأعلن بكشف الحق في ذلك، وحلف عليه تارة بقوله: لا والله، وتارة بقوله: (لا، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله، وما في هذه الصحيفة)؟ وكان فيها أسنان الإبل، وفكاك الأسير، وأشياء من الجراحات، يعني في الأروش: كالخارصة، والباضعة، والبازلة، والمتلاحمة، والسمحاق، والموضحة، والهاشمة، والمنقلة، والجائفة، والمأمومة؛ والعقل؛ وأن لا يقتل مسلم بكافر.
* ففي هذا الحديث من الفقه أن هذه الأشياء التي ذكرت كلها، هي من انتقال الوالي لأن معرفة أسنان الإبل، وفرائض الزكاة لازمة في علم الصدقات، وكذلك العلم بالجراحات وأروشها ليكون السلطان مقتصًا من الجانبين في كل شيء فيها، وكذلك العقل، وما يلزم العاقلة من الديات، وكذلك فكاك الأسير من قبول أو فداء أو قتل على ما يراه الإمام؛ وأن لا يقتل مسلم بكافر، فهذا الذي هو الغالب على أحكام السلطان، وكذلك معرفة حدود الحرم التي سنها رسول الله من عبر إلى ثور، ومنع الإحداث فيها، والإيواء للمحدث، وأن من فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولما كان هذا كله جل شغل الإمام كان علمه
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 260