اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 140
أمرت فيهم برضخ، فخذه فاقسمه بينهم. قال: قلت: لو أمرت بهذا غيري؟
قال: خذه يا مالك. قال: فجاء يرفأ فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد؟ فقال عمر: نعم، فأذن لهم فدخلوا، ثم جاء، فقال: هل لك في عباس وعلي؟ قال: نعم، فأذن لهما.
فقال العباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا، فقال القوم: أجل يا أمير المؤمنين، فاقض بينهم وأرحهم.
قال مالك بين أوس: فخيل إلي أنهم قد كانوا قدموهم لذلك، فقال عمر: اتئدوا، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تورث، ما تركنا صدقة)؟ قالا: نعم، ثم أقبل على العباس وعلي، فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم الساء والأرض، أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة)؟. قالا: نعم. قال عمر: إن الله كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدًا غيره، فقال: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول}.
وقال: {ما أفاء الله على رسوله منهم فماء أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب}. قال: فقسم رسول الله (41/ أ) صلى الله عليه وسلم أموال بني النضير، فوالله ما استأثرها عليكم، ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقته سنة ثم يجعل ما بقي أسوة المال- وفي رواية: ثم يجعل ما بقي مجعل مال الله- ثم قال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم نشد عباسًا وعليا بمثل ما نشد به القوم؛ أتعلمان ذلك؟ قالا: نعم. فلما توفي رسول الله
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 140