اسم الکتاب : التحبير لإيضاح معاني التيسير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 232
وفي لفظ: "وإن أفتوك وأفتوك" ولذا قال تعالى: {وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} [1] وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)} [2] فالقلوب مفطورة على إدراك كل خير، والنفرة عن كل شر. فطرةٌ لا تغيرها وتعميها وتذل [84/ ب] إدراكها إلا ارتكاب الذنوب والإعراض عن زاجرها، فإن للقلوب زواجر تزجر عن القبائح، ولذا قيل:
لا تنتهي الأنفس عن غيها ... ما لم يكن منها لها زاجر
وثبت في الحديث الصحيح [3]: "إِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كله، وإذا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَد كُلُّهُ" فالقلب هو الإنسان، ولذا يقال:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
= أحدهما: الانقطاع بين الزبير بن عبد السلام وأيوب بن عبد الله بن مكرز، فإنه رواه عن قوم لم يسمعهم.
الثانية: ضعيف الزبير هذا.
وللحديث شواهد: منها: في الصحيح، لذا حسن الإمام النووي، والألباني في "صحيح الجامع" (1/ 224 رقم 998) الحديث. وانظر "جامع العلوم والحكم" (2/ 93 - 96).
وخلاصة القول: أن الحديث حسن، والله أعلم. [1] سورة الحج: (46). [2] سورة محمد (24). [3] وهو حديث صحيح.
أخرجه أحمد (4/ 274) والبخاري رقم (52) ومسلم رقم (1599) وابن ماجة رقم (3984) والدارمي (2/ 245) وابن حبان رقم (297) من حديث النواس بن سمعان.
اسم الکتاب : التحبير لإيضاح معاني التيسير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 232